تصدر، عن منشورات المتوسط، رواية علي بدر الجديدة عازف الغيوم، ويتزامن صدورها مع انطلاق فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب للعام 2016.
تأتي هذه الرواية كفاتحة لمجموعة كتب ستصدرها منشورات المتوسط للكاتب بالتتالي. وهذه الكتب لها حكايتها، ففي الفترة التي انقطع فيها علي بدر عن النشر بين العامين 2012 و2015، انصرف، في بلد اقامته الجديد بلجيكا، للعمل في مجال السينما ككاتب سيناريو. وقد أنجز علي بدر في تلك الفترة العديد من القصص القصيرة، فضلا عن مجموعة من الروايات القصيرة التي تتراوح معظمها في حدود المائة صفحة.
يغلب على أجواء هذه الروايات الطابع السينمائي، مما ينهض بالسرد لجعله مرئياً، وأحياناً مسموعاً، ويحدث أحياناً أخرى مع القارئ أنه يشم بعض الروائح من أمكنة الرواية.
في روايته الجديدة "عازف الغيوم" سنعرف قصة نبيل، عازف التشيللو، في بغداد، موسيقي حالم، رومانسي، يؤمن بالموسيقى الكلاسيكية والبورنوغرافي وقدرتهما على تغيير العالم. لكن، في يوم من الأيام، وأثناء عودته إلى منزله، وآلته الموضوعة في صندوق كبير على ظهره، يجد نفسه وجهاً لوجه أمام مجموعة متشددة، فيحطموا له آلته الموسيقية ويقومون بضربه وإهانته. فيقرر نبيل الهجرة إلى أوربا، والبدء بحياة جديدة مع الموسيقى، والحب. غير أنه هناك، وهو يعيش مع أفكاره الفلسفية ولا سيما عن الهارموني، والمدينة الفاضلة عند الفارابي، والفن العاري، والكلاسيكية في الفن، وقصة حبه مع فاني، الفتاة الجميلة التي يعيش معها علاقة جسدية شفافة، يجد نفسه وجهاً لوجه أمام اليمين المتطرف، المجاميع المتشددة في الغرب، والفاشية الجديدة، وما يقابلها من تشدد إسلامي.
رواية ساخرة عن الأفكار، الفن، البورنوغرافيا وتناقضات السياسة والدين والواقع.
من الرواية
لقد سحر نبيل هذا الاستسلام الكامل للفتاة، وهي تخلع كالسونها وستيانها بتمهّل لذيذ، كان البلاج الذي يظهر في الخلفية جميلاً جداً، تنيره أشعة شمس ذهبية ساطعة: إنه جنس في الهواء الطلق. شاطئ رملي، وشمسية منصوبة، وقنينة نبيذ وكؤوس، بينما أمواج البحر تتكسّر على الرمل.
كان نبيل قد انغمر - تماماً - في المشهد، فهذا النوع هو ما يحبّه حقاً من أفلام البورنو، وقد شعر بالحرية الكبيرة في هذا المقطع الذي أخذ يتصاعد شيئاً فشيئاً؛ حيث كان جسد المرأة المبلّل يلمع تحت أشعّة الشمس، وقد علقت بعض حبّات الرمل في شعر عانتها الشقراء المائلة إلى الحمرة. لقد مدّ نبيل رأسه، كما لو كان يريد أن يكون داخل الجهاز، لحظات، وقد انقطع نفسه، وجفّ فمه. كان يراقب الرجل الذي يطوّق جسد صديقته، ويغيّر الأوضاع، على موسيقى قوية، ولكنّها غامضة.
لم يكن الأمر قد استغرق طويلاً، قبل انتهاء المشهد، رنّ جرس الموبايل، وقد طلب منه المهرّب الهبوط، فهو بانتظاره في السيارة بالأسفل.
- أوف، هذا وقتك. قال نبيل في نفسه. متحسّراً على عدم رؤيته نهاية لهذا المشهد. ثم أقنع نفسه أن جميع أفلام البورنو تنتهي نهاية واحدة. فالجنس - على الدوام، ومنذ وجوده على الأرض - يحتوي على الحركات ذاتها، والأصوات ذاتها، والنهاية ذاتها. ما يختلف - ربما - في هذا المشهد هو المكان:
البحر، الشمس، الحرية، والمكان الطلق.
علي بدر:
روائي عراقي حصل على العديد من الجوائز، وترجمت أعماله إلى العديد من اللغات الأجنبية، صدر له: بابا سارتر 2001، شتاء العائلة 2002، صخب ونساء وكاتب مغمور 2003، الوليمة العارية 2004، الطريق إلى تل المطران 2005، الركض وراء الذئاب 2006، مصابيح أورشليم 2007، حارس التبغ 2008، ملوك الرمال 2009، الجريمة الفن وقاموس بغداد 2010، أساتذة الوهم 2011، الكافرة 2015.
إصدار: 2016
عدد الصفحات: 112
القطع الوسط
منشورات المتوسط
ميلانو / إيطاليا /