صدر حديثاً عن منشورات المتوسط كتاب "وثائق عن أوقاف الأماكن المقدسة في الإسلام – وقف التميمي في الخليل وأبو مدين في القدس" وهي ما وثقه المستشرق الفرنسي الأشهر لوي ماسينيون.
الوثائق التي يقدمها لنا لوي ماسينيون في هذا الكتاب تحتوي معلومات لا تتطرق إليها الوثائق السياسية، وهي تكشف عن جوانب مهمة من الحياة الاجتماعية والدينية والمعمارية داخل فلسطين إبان السنوات التي تلت احتلالها عام 1948. ويوفر لنا هذا الباحث في علم التصوف اسماء لشخصيات تاريخية ودينية ومراجع مختلفة لراغبي الاستزادة في دراسة أصل الأوقاف في العالم الإسلامي، وهذين الوقفين موضوع البحث في هذا الكتاب.
وقف تميم الداري:
الأقدم بين الأوقاف الإسلامية ويتوزع على سائر أرض الخليل، هو الحرم الرابع في الإسلام بعد مكة والمدينة والمسجد الأقصى. يعين لنا ماسينيون مواقع هذا الوقف على الخريطة، ويدلل لنا بالأسماء على عائديته لعوائل عربية معروفة تناقلت مهمة الإشراف عليه عبر التاريخ.
وقف أبو مدين (720 هـ /1320م):
يتتبع هذا المبحث الجذور التاريخية لحياة واقفه أبو مدين بن شعيب، المتصوف المغربي ذو الأصول الجزائرية وطريقته المدينية. ويلقي لنا الضوء على حقبة مهمة من علاقة بعض الدعاة المغاربة بمدينة القدس وأهميتها الروحية بالنسبة لهم . كما يتجلى ذلك منذ القرن الحادي عشر وظهور من رأى في مسرى الرسول إلى بيت المقدس سنداً فقهياً لدعوتهم في تحويل القبلة من مكة إلى المسجد الأقصى. وقف أبو مدين مُسجل اليوم على لائحة اليونسكو للتراث العالمي المهدد بالزوال.
من مقدمة الكتاب:
... آمن ماسينيون بالصهيونية في العام 1917، عندما كانت الصهيونية تطالب بحق عودة اليهود إلى أرض الآباء والأجداد، وقبل أن تتحول إلى إيديولوجية عنصرية متطرفة لطرد الفلسطينيين من أرضهم.
وذكر في كتاباته: «هم يستذكرون موتاهم، وهذا يكفي لخلق حق العودة بالقرب من قبر»، ومثلما أثارت هذه الدعوة استغراب معاصريه من مثقفي النخبة الفرنسيين واستهجانهم، بقي صوت ماسينيون بعد عام 1936 وحيداً، ساخطاً، غاضباً. يعاند التيار الغالب بإعلانه عالياً، ولسنوات حتى موته، معارضته لاحتلال فلسطين، ولتقسيمها ولإنشاء الدولة الإسرائيلية عليها في 1948.
كان ماسينيون يظن أن مطالبة اليهود بحق العودة إلى إسرائيل، سيكون ممهوراً «باتفاق شرف» يكفل العيش الآمن لليهود والعرب؛ من المسلمين والمسيحيين على حد سواء. إلّا أنه ومنذ عام 1927، خيّبت الصهيونية ظنّه وفقدت شرعيتها بنظره، بعدما كشفت عن ممارساتها لتحقيق ما تسمّيه حق إسرائيل في أن تكون دولة يهودية، ووصف ماسينيون تلك الممارسات بـ «التقنيات المتكاملة والمحكمة للحركة الاستيطانية الأكثر إثارة للسخط والحنق، فكلما نأت الصهيونية عن اتفاق الشرف الذي قطعته على نفسها، كلمّا تضاءل أمله بتحقيق المصالحة بين الشعبين»...
المترجمة الدكتورة مي محمود:
منذ كتابتها لأطروحتها عن ترجمة مدام بوفاري من قبل الناقد المصري محمد مندور لنيل الدكتوراه في الأدب الفرنسي المقارن من جامعة «السوربون» في باريس، ترجمت د.مي محمود العشرات من المقالات والدراسات في الأدب والعلوم الاجتماعية.
صدر لها عشره كتب مترجمة إلى العربية من أهمها «لهب شمعة»، «الشر ق الخيالي - الرؤية السياسية الغربية للشرق الأوسط»، «الرحلة من باريس إلى القدس»، «لعبة البوح»، كما صدرت لها عام 2014 ترجمة إلى اللغة الفرنسية لرواية علي بدر «بابا سارتر» عن دار لوسوي الفرنسية.
بعد أكثر من عشرين عاما قضتها في التدريس الجامعي في بغداد وعمان تشغل حالياً منصب أستاذ زائر في المعهد العالي للترجمة والترجمة الفورية في بروكسل.
فهرس المحتويات
مقدمة المترجمة 5
مقدمة 13
أوقاف الحرمين في الحجاز 19
وقف تميم في الخليل 21
وقف بو مدين في المسجد الأقصى 35
ملاحظات حول الأصول الروحانية للوقف. 39
ملاحظات حول المدينية. 14
وقفية (مرسوم الوقف) أبي مدين في الأقصى- مدينة القدس الشريف 44
تحليل لثلاثة أحكام قانونية تدين التعدي أو محاولات التعدي
على وقف بو مدين في عين كارم. 15
مرسوم الحائط الغربي أو حائط "المبكى" عام 1931. 17
الملاحق 75
القائمة (أ) أوقاف المغاربة في مدينة القدس الشريف وتوابعها: 83
القائمة (ب) مواقع (49) وقفاً من الأوقاف المغربية في فلسطين: 87
قائمة (ج) موقع عقارات وقف بومدين ما بين 1947-1950 (القدس). 89
القائمة (د) أسماء الـ 17 جاراً المتواجدون على أطراف وقف بومدين
ويحيطون بالأجزاء الـ 148 لعين كارم. 93
إصدار: 2016
عدد الصفحات: 104
القطع الوسط
منشورات المتوسط