أصدرت دار كنوز المعرفة الأردنية، كتاب تحت عنوان "الاستعارات المرفوضة" للدكتور أحمد يوسف على أستاذ النقد والبلاغة، والكتاب الذى يدرس الاستعارات الغريبة فى التراث البلاغى يُعد إضافة متميزة لدراسة الاستعارة فى عالمنا العربى. يقع الكتاب فى 180 صفحة من القطع المتوسط، ويتكون من أربعة فصول، يقدم الفصل الأول مدخلا معرفيًا لدراسة الاستعارة، يناقش فيه المؤلف العلاقة بين الاستعارة والنشاط العقلى، ثم يناقش الاستعارات التى رفضها النقاد العرب الأقدمون بسبب غموضها أو تعقدها أو تجريبيتها، ويدرس العلاقات بين هذه الاستعارات المرفوضة والشعرية من ناحية وعلاقة بالتقديم الحسى من ناحية أخرى. يدرس الدكتور أحمد يوسف على، فى الفصل الثانى من كتابه موقع الاستعارات المرفوضة فى إطار دراسة المجاز والبديع العربى، ويناقش العلاقة بين الاستعارة المرفوضة والغموض والصدق والكذب، فى حين يختص الفصل الثالث بدراسة طبيعة الأحكام النقدية حول الاستعارة مركزًا على كتاب الموازنة للآمدي، ويحلل نماذج من الاستعارة المرفوضة فى النقد القديم، ويواصل الفصل الرابع البُعد التحليل فى الكتاب إذ يقدم تحليلات معمقة لنماذج من الاستعارة المرفوضة. وقد صدرت هذه الطبعة الجديدة من الكتاب بتقدمة للدكتور عماد عبد اللطيف، جاءت تحت عنوان "العالم فى حضرة مجازات غرائبية". يذكر المؤلف فى مفتتح كتابه أن بحث الاستعارة المرفوضة مادته هى الاستعارة الناشئة عن علاقات موغلة بين كائنات وعوالم شتى تبدت فى صياغات لغوية زعزت ما هو مستقر من طرائق الفهم وآليات التفسير لذلك كان الرفض الدائم لهذا اللون من الاستعارة، وهو فى حقيقة الأمر لب المجاز ولب الوجود. ويضع الكتاب على عاتقه تأسيس إطار نظرى بمراجعة طبيعة الاستعارة من ناحية وبمراجعة سياق البحث فيها، ليكون أساسًا لمعالجة المبادئ التى وجهت الآمدى إلى فهم استعارات أبى تمام، وامتدت آثاره إلى من بعده من كبار العلماء. والإفادة من هذا التأسيس النظرى أيضًا فى تحليل استعارات أبى تمام. والبحث على هذا النحو دعوة لمراجعة ما استقر فى عقولنا من عادات فى البحث والاطلاع وما صاحبها من مفاهيم ومصطلحات. لأن موضوع المجاز والاستعارة ما زال مفتوحاً إذا نظرنا إلى مدى اهتمام البحث العلمى المعاصر بهذين المجالين.