نظمت الهيئة العربية للمسرح صباح أمس في فندق هيلتون في الشارقة، "ملتقى خبراء المسرح المدرسي العرب"، بمشاركة خمسةٍ وعشرين خبيراً مسرحياً، من خمس عشرة دولة عربية، تحدث خلال جلسته الأولى محمد الجبار من تونس، وسالم اكويندي من المغرب، ود . أحمد صقر من مصر، ود .هاني الجراح من الأردن، وفائق حميصي من لبنان، وأدارها د . عبدالرحمن بن زيدان .
واستهل الملتقى بكلمة للأمين العام للهيئة إسماعيل عبدالله، قال فيها: "كانت الخطوة الأولى في هذا الملتقى ذلك الاجتماع الذي عقد في مارس/ آذار الماضي، بمشاركة 16 من مسؤولي النشاط المسرحي في وزارات التربية والتعليم في الوطن العربي، حيث وضع الملتقون الإشارات والخلاصات حول مكامن القوة والضعف في أوضاع المسرح المدرسي، واليوم يلتقي الخبراء ليتدارسوا تلك الخلاصات، ويضعوا التصورات والخطط المقترحة قصيرة المدى، العاجلة للعامين 2015 و،2016 وطويلة المدى حتى عام ،2025 هذه المقترحات والخطط ستشكل البنية الأساسية لإعلان الشارقة لتطوير وتنمية المسرح المدرسي" .
ودعا عبدالله المسرحيين العرب إلى تحقيق رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حين قال في كلمته التي ألقاها في يوم المسرح العالمي: "يا أهل المسرح، تعالوا معنا، لنجعل المسرح مدرسة للأخلاق والحرية" .
وقدم المشاركون في الجلسة استعراضاً لواقع المسرح المدرسي في العالم العربي، وضرورة تطوير مهارات مدرسي الفنون العاملين في المدارس، وإيجاد حالة شراكة وتعاون بين محترفي المسرح والفرق المسرحية والمدارس والمعاهد التعليمية، فتساءل محمد الجبار في مداخلته: "ما هي الغاية من تطوير المسرح المدرسي، وما هي الغاية من تطوير التدريس، ولماذا يوجد إشكال في تحديد مفهوم المسرح المدرسي؟" .
وتابع: "المعنى الأدق لهذا المسرح، هو مسرح الوسط المدرسي، والغاية من تطويره هو إنتاج أجيال من المواطنين الصالحين القادرين على التفاعل مع المعلومات التي يتلقونها حيث لا يتلقون ما يتعلمونه بسلبية، وما تحقيق هذا إلا بالعمل على تطوير قدرات ومهارات المدرسين وتوجيههم إلى آليات تقديم مسرح مناسب للطلاب .
وأكد المسرحي سالم اكويندي العلاقة التفاعلية بين دور المسرح، ودور المدارس، موضحاً أن الباحث في أصل دور المسرح والمدرسة سيجد أنهما يسعيان إلى إنتاج أجيال واعية ومواطنين صالحين قادرين على بناء مستقبل بلدانهم، لذلك حين يدخل المسرح في إطار العملية التعليمية تزيد فاعليته ويتكرس دوره في المجتمع .
وقدم المسرحي أحمد صقر عدداً من المقترحات لتغير حال المسرح المدرسي العربي، فقال: "يجب العمل على تكليف لجنة علمية متخصصة محايدة، لتجميع كل المراجع، والكتب المختصة بمجال مسرح الطفل، وإصدار معجم مسرحي متخصص في المسرح المدرسي، وإصدار مراجع متخصصة في كتابة النص المسرحي المدرسي، وآليات إخراج العروض المدرسية وتنفيذ عناصرها المرئية، والبصرية، والسمعية" .
وتوقف د . هاني الجراح عند أهمية برامج التدريب للمدرسين، فقال: "إن النشاط المدرسي يجب أن يكون قائماً على أسس ومعايير محددة كي يحقق النتائج المرجوة منه، إذ ينبغي أن يتم على نحو عملي منظم ومدروس، ويجب أن يكون النشاط موجهاً نحو هدف واضح، ولا يقتصر الأمر على مجرد تحديد الهدف ولكن لا بد أن يتبع ذلك وضع خطة منظمة للعمل والتنفيذ والإنتاج" .
وعرض فائق حميصي عدداً من المقترحات للنهوض بالمسرح المدرسي، فقال: "هناك مجموعة من الإجراءات ينبغي العمل عليها، منها تحديد مفهوم موحدة للمسرح المدرسي، وتحديد وسائل تحقيق الهدف منه متضمنة طرائق العمل والأدوات، والأمكنة، واقتراح تنسيق تدريس الفنون بحيث تخصص لمادة المسرح 30 ساعة في الفصل الدراسي" .
واختتمت الجلسة الأولى بكلمة مستشار الهيئة العربي للمسرح د . يوسف عيدابي قال فيها: "ينبغي الوعي بأن التعليم العربي في محنة، والتربية الحديثة لم تصل إلى كثير من البلدان، لكن ذلك لن يمنعنا من طرح مبادراتنا وحلولنا، وعلى المسرحيين أن يعلموا أن واقع المسرح المدرسي ليس بذاك السوء الذي يتخيلونه، إذ هناك الكثير من القواعد التي يمكن اتباعها للخروج بنتائج كبيرة" .