ساعة منبِّهة للشاعر الأرمني باروير سيفاك
ترجمة: مهران ميناسيان
وأخيراً، هل تعرفون من أكون ؟
أنا ساعة منبِّهة
بحسب طلبكم،
ومعبَّأة بأيديكم.
في أي وقت تفضِّلون
أوقظكم
بضجة صاخبة تفزع القلب،
كي لا تستمرُّوا في النوم.
وأحياناً
يكون جزائي بدل الشكران
ضربة على رأسي
لكي أخرس صوتي…
* * *
النظرة الجديدة لكارلوس بوُسونيو:ولد عام 1923
إمنحني يدك، أيها الوجع،
إمنحني يدك، أيها الألم، صديقي القديم،
إمنحني اليد من جديد، وكن رفيقي مرة أخرى،
مثلما كنت لمرات عديدة في الظلمة الساحمة.
مضت النوارس في السماء
لطخن البحر بسواد العاصفة المقبلة.
ابسط يدك أكثر، لأنني أعلم الآن
ما جهلته حينذاك. أستطيع أن أستقبلك دون ضغينة
و دون تأنيب. أتقبل زيارتك الغامضة.
لأنك في عيني، أيها الألم، الوجع،
تمارس انشغالاتك الدقيقة.
و حيث تصوغ مهارتك،
براعة الصائغ الذي لا مثيل له.
هناك
تخزن خلاصك حتى الختام،
تبصم فوق المذبح رقتك المفرطة،
تفاصيلك اللذيذة،
ومنتصف ليل المعجزة
تطلق ببط ء جوهرتك الدقيقة
إلى السماء،
استعراضك الذهبي
المصاغ بلا عجالة،
الحقيقة المتراكمة التي ترتبها بعد حين
في نظرتي الجديدة.
مثل الآن تماماً، بعد انهماكك في الكهف الغائر،
في الستر المخفي إذ أقاسي حمى صنيعك.
مثل الآن تماماً
أستطيع أن أنظر
خلف العالم المألوف، عالمُ يغلي،
و يستشيط لهب الألوان خلف رمادي مألوف،
خلف الظلمة يتشكل الضوء،
تتدور
الزهرة، يشعً القرمزي المنتعش
بل هناك الكثير،
خلف الظهور الشذي، إذ يرى بشكل آخر،
يشف نحو أزليته،
مثل بلدٍ جديد.
بلدٌ جديد، ساكنٌ في الضوء،
خلف ظلام ليلي المهتز.
***
كنتَ هناك
كنتَ في الوضوح،
حيث تعلمتَ
نصف حقيقتك.
والنصف الآخر
تعرفت به
في الظلمة.
هناك،
في القاع الأشد عتمة،
كنتَ
هناك.
زمن آخر يجيء آنخل غونثالث: ولد في مدينة أوفييدو 1925
زمن آخر يجيء مختلف عن هذا.
وأحدهم سيقول:
" قلت سوءاً،
كان عليك أن تقص حكايات أخرى:
آلات كمان تتوتر باسترخاء
في ليلة متضمخة بالعطر،
كلمات مدهشة، مصنفة
للتعبير عن حب غير مشروط،
حب يعبر عن الأشياء كلها."
ولكن اليوم،
عندما يصبح ضوء الفجر
مثل زَبد قذر
ليوم بلا فائدة مقدماً،
أنا هنا،
النعاس، الضجر والقلق
أناشيدي المهزومة
ولكني أغني،
كل ما فقدته،
من أجله أموت.