حسن الوزير المخرج المسرحي المصري من مواليد بور سعيد المدينة الباسلة عام 1956، تخرج في كلية الإعلام ، وعشقه للمسرح بدأ منذ طفولته، حيث مارس التمثيل المسرحي بالثقافة الجماهيرية ببور سعيد ، لأجل المسرح سافر لبغداد عام 1980،حيث أخرج العرض المسرحي حكاية وادي الملح تأليف الشاعر محمد مهران السيد ، ولما قامت الحرب الإيرانية العراقية سافر للنمسا ، ولم يطق الغربة ، لإدراكه أنه لا يستطيع أن يحيا بعيدا عن عشقه للمسرح، فكان هذا الحوار للتعرف على مسيرته الإبداعية.
○ما هي المسرحيات التي أخرجتها ، والقضايا التي ناقشتها من خلالها، والنقلات الإبداعية في مشوارك الفني ؟
■ بعد عودتي للقاهرة قدمت عام 1982 أول عمل مسرحي " في انتظار آدم " تأليف الشاعر درويش الأسيوطى وتناقش انتظار المخلص ، و عام 1984" هاملت يستيقظ متأخرا " للشاعر السوري ممدوح عدوان ، ناقشت فيها مشاعر المثقف العربي نحو ما طرأ من تغيرات جذرية في السياسة المصرية بعد زيارة السادات للقدس ، " على الزيبق " تأليف يسرى الجندى عام 1985 وتناقش قضية وفكرة الفرد البطل ، " باب الفتوح " لمحمود دياب، وتناقش فساد الأنظمة السياسية عام1986 على مسرح السامر، وهو آخر عرض قدم على هذا المسرح قبل إغلاقه ، وكل المسرحيات التي ذكرتها كانت للثقافة الجماهيرية، " الزوبعة " لمحمود دياب عام 1988وتناقش الظلم، وكانت النقلة الجديدة فى حياتى كمخرج مسرحى والتي لفتت إلي أنظار الجمهور والنقاد بشدة إخراجي لمسرحية مأساة الحلاج للشاعر صلاح عبد الصبور على مسرح الطليعة عام 1989 ، وكان أحد المواد الأساسية لرسالة الدكتوراه للزميل الفنان د0 مرسى خليل ، وعام 1990 تعرفت على الكاتب المسرحي المبدع د0 هشام السلامونى وقدمنا سويا ثلاثة عروض نلنا عنها جوائز أحسن مخرج وأحسن مؤلف وأحسن ملحن حمدى الواعى ، لثلاث سنوات متتالية من الثقافة الجماهيرية، وكانت تتجسد فيها فكرة مسرحة المكان ، حيث كانت محافظة أسيوط بؤرة لأحداث عنف بين الشرطة والجماعات الإرهابية ، فقدمنا عام 1990 " عفوا ممنوع التصوير ( وتناقش العنف وهل هو من السلطة أم المتطرفين؟ ، وعام 1991 " يوم صعب جدا " وتناقش ما حدث في السويس أثناء حصار اليهود لها، وعام 1992 " أغنية على السلك " وهو بحث في فولكلور الصحراء الغربية ، وفى عام 1993 أعدت عرض مسرحية عفوا ممنوع التصوير باسم " ساعة الصفر " بطولة سعد أردش ، عبد الله محمود ، و سامى سرحان، وعام 1995 قدمت عملا أسعدني جدا " أرض لا تنبت الزهور لمحمود دياب في مركز الهناجر بطولة سوسن بدر وعبده الوزير وخالد صالح ، جلال العشري "وتناقش فكرة أن الأرض التي تروى بالحقد إنما هي أرض بور لا تنتظر أن ينبت فيها النفع ، ثم قدمت عام 1996" جواز على ورقة طلاق لأ لفريد فرج وتناقش التناحر الطبقي ، وعام 1997 " طقوس الإشارات والتحولات " للسوري سعد الله ونوس بطولة سوسن بدر ، ونبيل الحلفاوى ، وتناقش الإنسان بين الظاهر والباطن، ثم تعرفت على الكاتب عبد المنعم عبد القادر وأنشأنا جماعة حتحور تعنى بتقديم التاريخ المصري القديم بشكل مسرحى وبالفعل قدمنا سويا " البردية الأولى" عن أسطورة ايزيس واوزوريس عام 1998، والبردية الثانية " حورس " وتناقش فكرة تلح علىّ وهى البطل المخلص ، وقدمت عام 2000 لمحفوظ عبد الرحمن " عريس لبنت السلطان عن الخيانة والأنظمة الفاسدة ، وعى المسرح الحديث قدمت عام 2001 لهشام السلامونى " سر الهوا " بطولة على الحجار، عرض غنائى ويناقش اغتيال الفن الجيد ، وعام 2002 ، 2003 أخرجت للفرقة النموذجية للثقافة الجماهيرية " العدو في غرف النوم " لهشام السلامونى ، ويناقش المخاوف من الأطماع الصهيونية ، وعام 2004 درب النبقة لمحسن يوسف عن الفساد فى انتخابات مجلس الشعب وتزويرها للثقافة الجماهيرية، وعام 2005 " فر وطار " لعبد اللطيف دربالة عن قضية الديكتاتورية لمسرح الغد، وعام 2006 ط مجنون واحد مش كفاية " للثقافة الجماهيرية لعبد الفتاح بلتاجى على مسرح متروبول وتطرح فكرة أن الجنون مطلوب أحيانا مادام العقل لايجدى، وفى مطلع عام 2007 أقدم حاليا بمسرح الهناجر ليسرى الجندى " القضية 2007" والتي تفضح الوجه الأمريكي القبيح باعتباره أداة لتحقيق المآرب الصهيونية.
○ من أي منطلق فنى تتناول أعمالك ؟
■ من منطلق الثورة على الأشكال التقليدية ، وأحاول أن أجدد دائما كما فى عرض القضية 2007 ليس هناك بداية ووسط ونهاية ، ولكن لوحات تشكيلية ، ولوحات كل منها مستقلة بذاتها ، ولكن عند مشاهدتها فى العرض المسرحي تلحظ الوحدة الكامل0
○ لدينا مسارح الطليعة ، الغد ، الشباب ، الهناجر ، مركز الإبداع الفني ، وكلها تقدم المسرح من منطلق التجريب ، هذا عدا المهرجان الدولي للمسرح التجريبي ، ومعظمها لا يقبل الجمهور عليها ، ما رأيك فى هذه الظاهرة التي أعتبرها شخصيا تخريبا للمسرح ؟
■ كلامك حق ، أنا أرى هذا اهتمام مبالغ فيه ، والميزانية المبالغ فيها التي ترصدها وزارة الثقافة لمهرجان المسرح التجريبي إنما هي على حساب دعم أساسيات المسرح التقليدي ، وهو إهدار للمال العام ، وهناك فهم خاطئ للتجريب، إذ لابد من استيعاب ما هو تقليدي أولا ، ثم تحاول أو تجرب الثورة عليه ببدائل أخرى ، ولو لم تعرف الأساسيات سيثور على ماذا ؟! ، ما يقدم لا علاقة له بالمسرح من قريب أو بعيد ، سواء فى عروضنا المقدمة ، أو التي تحضر من الخارج ، ولو حصرنا المبالغ التي صرفت على هذا المهرجان منذ إنشائه للآن ، لكان الأولى بنا أن نرسل الشباب فى بعثات فنية للخارج ، ليروا التجريب على أصوله فى كافة مجالات الفن ، ولاستفدنا منهم فى الرقى بالجوانب الفنية لحياتنا ، كان يمكننا أن ننشئ بتلك المبالغ الباهظة مسارح ، فى أوروبا هناك مسرح لكل 200,000 مواطن ، وهناك أحياء بالقاهرة بل ومحافظات تفتقر إلى وجود مسارح، أرى أنه كان الأولى أن توجه تلك المبالغ لدعم البنية التحتية للمسارح، من إنشاء دور عرض إلى استحداث تقنيات وتحديث لها .
○ من وجهة نظرك . لماذا انصرف الجمهور عن المسرح ؟
■ أسباب عدة منها الحالة الاقتصادية ، سوء معظم العروض المقدمة ، عدم الاهتمام بالمسرح ، وسوء الترويج للعروض المسرحية ، وقلة عدد دور العرض .
○ أين البيت الفني للفنون الشعبية و الا ستعراضية. فهل خرج ولم يعد ؟
■ ليس هناك عمل فني يحمل اسم هذا المكان، فلتذكر لى عملا واحدا يحمل اسمه منذ عشر سنوات، أين فرقة رضا ؟!! ، أين الفرقة القومية ؟!!.
○ ما رأيك فى الريبورتوار إعادة تقديم الأعمال القديمة؟
■ فكرة جيدة ، ولكن أرفض أن تكون هى المسيطرة ، لابد من الدفع بالجديد حتى تستمر المسيرة.
○ ماهى مشاريعك القادمة ؟
■ أستعد الآن لتقديم البردية الثالثة لعبد المنعم عبد القادر ، وتاجر البندقية .