صدرت للكاتب شعيب حليفي طبعة جديدة من كتابه (أسفار لا تخشى الخيال ) الذي هو خُلاصَة إبْداعية جَمَعَتْ بين السَّفر والكتابة ، لتكونَ نصّا ثقافيّا واحدا من فصول ومرايا تُسمى : طرابلس والقاهرة والرقة والرياض ... تعكسُ،باندهاشٍ وبداهة ، في ضوء شموس التخييل حالات المسافر والكاتب ، يرى فيها الكاتب ما يريد رؤيته وجُلّ ما يختمرُ بوجدانه قبل ذاكرته، وما يُحبّ ُكتابته ... فيدوِّنُ كلَّ ذلك بلُغته وصوته ، قريبا من نفسه ومن الأمكنة، بما تحمله وتُخفيه ...
وفي كل ذلك، يجنحُ إلى حكي حكايات وفضاءات بأبعاد رمزية موازية ، يُرَوِّضُ بها الفراغ الممكن والصمت اللاممكن حتى يستقيم حكيا أو نهرا لقول ما لم يقله ، والكلام في ما لم يتكلم فيه .يجمعه ليخلطه كما يشاء ثم يذروه في نفسه منتظرا طلوعه كلمات حية تمشي أمامه .
أسفار لا تخشى الخيال أو كتاب الأيام نص يمتطي فيه شُعيب حليفي صهوة الممارسة السردية السّابحة في فضاء الزمان،المتعقّبة لهيئة المكان،والمستأنسة بعمق التجربة في الحكي...حين يحلو الحكي وتستقيم أداته ...فيلتقط ويرصد،ويوثّق ويعرض ويُمَوْسق أسلوب العرض ،فيرتفع بالمسرود إلى عوالم سامية تقدّر " الأشياء" وتنتقي منها ما تشاء ..