عين طارق إمام
(القصة الفائزة بجائزة متحف الكلمة)
ذات مرة، وجدت عيناً ملقاة في أحد الشوارع، حقيقية.. حتى أنني عندما انحنيت والتقطتها برفق تلمستُ دموعَها.
كانت لا تزال قادرة على النظر.. عين تختلف بالتأكيد عن تلك العيون المصفاة المتناثرة على أرصفة القاهرة.
ظللت أحملها بحرص كي لا أفقأها، باحثاً عن شخصٍ أهديها له.
كنت أسترق النظر إليها، فأراها تتأمل المدينة مهزومة، دون وجه يرى بها، دون جارةٍ تشاركها النظر.
في النهاية ـ وكانت كفي الحريصة المثقلة بها أتعبتني ـ اعتصرتُها بعنف، حتى شعرت بالدنيا تظلم أمامها.
في ذلك اليوم بالذات، قابلتُ أشخاصاً كثيرين فقدوا كل شئ، إلا عيونهم، وفقط في البيت، تذكرت أنني ذات يوم، فقدت عيناً