انطلقت فعاليات "المهرجان الدولي الأول للحكاية بزاكورة" جنوب المغرب الجمعة، بمشاركة العديد من أبرز حكائيي المغرب والعالم العربي لتقديم عروض فردية وجماعية في فنون الحكاية.
وتحتضن زاكورة من الى 20 الى 23 سبتمبر/ايلول المهرجان الدولي الأول للحكاية، الذي يتميز بمشاركة نخبة من المختصين في مجال الحكاية بالمغرب والعالم العربي، في إطار تشجيع الحكاية وإبراز الطاقات الإبداعية وقدرات الشباب في هذا الميدان، علاوة على الاهتمام بالموروث الحكائي المحلي وتثمينه.
وقال عبدالعزيز الراشيدي، مدير المهرجان الدولي الأول للحكاية: "إن المغرب يزخر نظراً لتنوعه الثقافي والحضاري واللغوي بالعديد من أشكال التعبير القديمة".
وتابع الراشيدي أن "الفن الحكائي يعد واحداً من هذه الأشكال التعبيرية القديمة التي برع المغاربة فيها منذ القدم، حيث يشكل فن "الحلقة" الذي ترعرع في الأعراس والأسواق والساحات الشعبية بالمغرب متنفساً أساسياً، علاوة على أهمية الرواة في نقل التاريخ وفي رصد الحالات".
وقال الراشيدي إن "المهرجان يدخل ضمن إطار تشجيع الحكاية بالجنوب المغربي، وقد بدأنا في رابطة أدباء الجنوب مشروعا لتوثيق التراث الشعري والحكائي، وسيصدر كتاب ضخم في الموضوع قريبا".
وعن القيمة المضافة لهذا المهرجان يضيف الراشيدي "نتمنى في مهرجان زاكورة للحكاية أن نضيف لبنة أخرى في صرح الحكاية الشعبية المغربية، كما نتمنى أن يساهم المهرجان في رفع التهميش عن منطقة زاكورة ثقافيا".
وتمثل الحكاية تراثا حافلا بالقيم يعكس صورة المجتمع. ويلقن التسامح وثقافة الإنصات.
وتستمد الحكاية اهميتها من كونها تمثل تراثا ثقافيا لاماديا يحث على المصالحة بين الأجيال واحترام الآخر.
وتعزز الحكاية أيضا روابط المحبة بين الطفل وأمه. فالطفل بعد عامه الثاني يلح على سماع الحكاية لأن لديه حاجة دائمة للإحساس بالقرب من أمه من خلال سماع صوتها وأنفاسها ونظراتها التي تجعله يشعر بالأمان.
ويتوخى المهرجان الدولي للحكايات. حسب خبيرة في الحكاية الشعبية. "الترويج لتقاليدنا وعاداتنا وتراثنا في حلة عصرية تناسب احتياجات الأجيال الجديدة".
ومن أجل الحفاظ على هذه الحكايات وضمان نقلها للأجيال المقبلة. اعتبرت أنه من الضروري الحديث عنها وأرشفتها.
وتفضل الخبيرة في فن الحكاية الشعبية نشر الحكايات الشعبية باللغة الأصلية الأمازيغية أو الدارجة. لكنها لا تمانع ترجمتها إلى لغات عالمية على الرغم من أن الترجمة تفقدها قيمتها الجمالية وأسلوبها اللغوي.