في إطار "اسبوع الفن في عمان" تقيم صالة "رؤى 32 للفنون" معرضاً لأعمال الرسام والمصور الفوتوغرافي هاني حوراني تحت عنوان "وجوه مدينتي" ويُفتتح في السادسة من مساء يوم الأحد 15 أيلول الجاري.
"وجوه مدينتي" هو المعرض السابع عشر لهاني حوراني، وفيه يتناول موضوعاً رئيسياً هو مدينة عمان بأسلوب يجمع ما بين التصوير الفوتوغرافي والرسم باحثاً في تحولات المدينة منذ أربعينات القرن الماضي، حين كانت أقرب ما تكون إلى بلدة صغيرة تتركز معالمها في الوادي الفاصل بين جبالها وتلالها السبع، وصولاً إلى مشهدها الراهن حيث تغطي جبالها وهضابها سلاسل لا حد لها من الابنية في نسق معماري فريد فرضته الحروب الاقليمية والهجرات الداخلية والتحوّلات الاقتصادية الاجتماعية. ويضمّ المعرض نحو عشرين لوحة تقدم قراءة في جماليات المدينة ومسارها التاريخي وواقعها الراهن كرسالة "حب إلى عمان" أبرز. وقد نفذت الاعمال بألوان الاكريليك والألوان الزيتية على القماش أو الخشب بمقاسات كبيرة ومتوسطة.
و بالإضافة إلى أعماله عن عمان يضم معرض هاني حوراني جناحاً خاصاً يحتوي على نماذج من أعماله الحديثة التي تتطرق إلى مواضيع حضرية ومفردات أخرى غير مألوفة كمواضيع. هذا ويستمر معرض «وجوه مدينتي» إلى السابع عشر من تشرين المقبل.
يذكر هنا أن هاني حوراني أحد تشكيليي الستينات، ولد في الزرقاء عام ،1945 تناوب على اهتمامات عديدة خلال حياته إذ مارس الرسم في شبابه الباكر وكان أحد مؤسسي « ندوة الرسم والنحت» عام ،1962 وأقام في الستينات ثلاثة معارض شخصية قبل أن تجرفه حرب 1967 إلى الاحتراف السياسي.
تلقى عدة دورات في التصوير الفوتوغرافي في بيروت وموسكو منتصف السبعينات. وزاول في السبعينات والثمانينات العمل الصحفي والكتابة النقدية في الصحافي اللبنانية والعربية.
في أعماله الفوتوغرافية ولوحاته يولى هاني حوراني أهمية كبرى للملمس والتفاصيل التي لا تلفت انتباه العيون العابرة عادة ويحتفى بأثر الزمن في الأشياء المحيطة بنا مثل جدران الشوارع وسطوح المواد المتقادمة كالخشب والمعادن والبيوت المهجورة وأجسام السفن والسيارات القديمة وغيرها.
له عدة مشاركات في معارض جماعية داخل الأردن وخارجه آخرها مشاركته في بيينالي القاهرة الدولي للفنون التشكيلية دورة 2009 /2010. وحاز مؤخراً شهادة لجنة الحكام التقديرية من رابطة التشكيليين الأردنيين.
حول فكرة معرض « وجوه مدينتي» كتب هاني حوراني ما يلي:
"لطالما أعتبرت نفسي شخصاً متعدد الهوية لكني نظرت إلى نفسي باعتباري عمانياً في المقام الأول. طوّر هذا الاحساس بهويتي رؤيتي جماليات عمان. فعمان ليست مجرد مدينة للعيش انما هي بالنسبة إليّ مكاناً للتأمل والتمتع بجمالياتها وهي مزيج مدهش من هبه الطبيعة وفعل الإنسان. كيف بدأت في قاع الوادي لتكون أقرب الى صورة القرية الوادعة ثم كيف تحوّلت بفعل تفاعل الناس مع الحوادث والتطورات الإقليمية الى مدينة مليونية تتسلق السفوح حتى قمم الجبال وكيف تتراصف عمائرها بعضها فوق بعضها الآخر في نسق يجمع بين الجماليات العشوائية ومحاولات اللحاق اللاهث لتنظيم حياة مدينة لا تكفّ عن النمو. لا تنبع جماليات المدينة من تنظيم أو تخطيط مسبق او من نمطها المعماري او المواد المستخدمة في بنائها إنما قبل ذلك كله من هذا التراصف المدهش للابنية التي تتسلق سفوح الجبال لتغطيها إلى حد الاكتظاظ.
إن جماليات عمان نابعة من مسعى أجيال من الاسر لتأمين موائل لها ومن محاولاتها المستمرة لتحسينها وتوسيعها عمودياً. لا تستطيع ان تنظر في سفوح عمان من دون ان تفكر في الناس الذين يقبعون وراء مئات ألوف المباني التي تغطيها. وهكذا فان هذه الحشود المتراصفة والمتراكبة من المباني تبدو كأنها صور شخصية لقاطنيها. إنها ليست مجرد أبنية اسمنتية حجرية احياناً تعلوها اللاواقط وخزانات مياه الشرب والسخانات الشمسية إنما هي بورتريه جماعي للعمانيين. في وجوه مدينتي» أحاول أن أروي قصة عمان من خلال إعادة انتاج بعض صور المدينة في الثلاثينات والأربعينات عندما كانت أقرب الى البلدة الصغيرة فطوبوغرافيتها وتضاريسها الطبيعية هي السمة الأبرز لصورتها وفي المقابل تظهر لوحات عمان اليوم كيف طغى النسيج العمراني على تضاريسها وجعل من كل سفح جبلي من سفوحها لوحة فسيفسائية مزدحمة بالتفاصيل والألوان".
الجمعة سبتمبر 13, 2013 4:28 pm