مسرحية "اسرق أقل رجاء" للكاتب الإيطالي داريو فو أمام جمهور رام الله
تبدأ أحداث مسرحية "اسرق أقل رجاء" في مقبرة حكومية، حيث يجسد الممثلون في المسرحية أدوار عمال في المقبرة أنهكهم العمل في ظل ظلم نظام مدير المقبرة لهم، وما يعانونه كذلك من تعاملاتهم اليومية مع شرائح المجتمع.
اعتمد نص المسرحية على حبكة مليئة بعناصر التشويق والمفاجآت. وتفيض مشاهدها بالتهكم، معتمدة أسلوب الكوميديا السوداء، لتنتقد تفشي الفساد داخل مؤسسات الأنظمة الحاكمة، وتحارب انهيار القيم المجتمعية، لتطالب بتعزيز العدالة والحرية للشعوب.
وقد حاولت بطلة المسرحية مريم -حارسة المقبرة- أن تحفز أمل شعبها وتدعوه للوقوف في وجه من يستخف بكرامته.
وقالت الممثلة الفلسطينية مرح ياسين، التي جسدت دور مريم لبي بي سي "لا نستطيع في المسرح أن نلغي الفساد الموجود في المجتمع، لكن دورنا أن نوّعي ونعطي صورة صحيحة للناس، الذين نطلب منهم أن يفتحوا أعينهم أكثر ليوثقوا الفساد، ويفكروا في سبل مبتكرة لحل هذه الإشكالية".
ويقول مخرج المسرحية فتحي عبد الرحمن، عن توقيت عرض هذه المسرحية، في حديث لبي بي سي "هذه المسرحية صالحة لكل مكان وزمان، ولا تنطبق على مجتمع واحد فقط، فالفساد مشكلة تعاني منها كل مجتمعات العالم، ونحن في الوطن العربي، وتحديدا في المجتمع الفلسطيني، نعاني من الظلم والفساد بكل أشكاله".
وأضاف عبد الرحمن "هذه المسرحية تستجيب لكل ما يعانيه الفلسطيني من فقر، وبطالة، نتيجة للاحتلال الإسرائيلي، والحصار الخانق، وعدم القدرة على تسيير أمور الحياة اليومية، بسبب ما يمارسه الاحتلال، بالإضافة إلى عجز السلطة الفلسطينية عن حل هذه المشاكل".
ودارت مشاهد المسرحية الكوميدية العالمية حول أحداث تجسد الظلم والفساد في المجتمع. وكانت مسرحية الكاتب الإيطالي داريوفو قد عرضت في مختلف العواصم الأوروبية، منذ نحو 30 عاما، إذ إنها تعتبر من أهم الأعمال الأدبية لكاتبها الإيطالي المشهور بلقب موليير أوربا، لجرأته ونشاطه الواسع في طرح قضايا تراثية ومعاصرة تخص قضايا إنسانية يطرحها للبحث والعلاج بأسلوب هزلي ناقد.