عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة؛ بالتعاون مع المركز النيجيري للبحوث العربية؛ ومقره مدينة إيوو جنوب غرب نيجيريا؛ يصدر هذا الأسبوع ثلاث من منشورات المركز ضمن "سلسلة إنتاج المستعربين الأفارقة"، هي:
- الصراع بين العربية والإنكليزية في نيجيريا : تأليف/ الدكتور عباس زكريا القارئ الإبادني
- نحو تطوير التعليم العربي في نيجيريا : تأليف/ علي أبولاجي عبد الرزاق
- الشعر السياسي في نيجيريا "لمحات ونماذج" : تأليف/ مرتضى بن عبد السلام الحقيقي
الإصدارات الثلاثة تأتي في إطار التعاون ما بين "مؤسسة شمس للنشر والإعلام" و "المركز النيجيري للبحوث العربية" والذي يتضمن عدة إصدارات مختلفة في مجال اللغة العربية، صدر منها حتى الآن سبعة كُتب متنوعة.
• • • • •
الصراع بين العربية والإنكليزية في نيجيريا
THE CONFLICT BETWEEN ARABIC AND ENGLISH IN NIGERIA
الدكتور/ عباس زكريا القارئ الإبادني
كتاب "الصراع بين العربية والإنكليزية في نيجيريا" لمؤلفه "الدكتور عباس زكريا الإبادني" يناقش الواقع المرير والوضع الصعب الذي تعيشه العربية في أكبر بلد أفريقي جنوب الصحراء رغم كثافته المسلمة. ويقع في 324 صفحة من القطع المتوسط، متضمنًا أربعة فصول بالإضافة إلى المقدمة والخاتمة وملخص البحث والمراجع.
تميَّز الكتاب بأمور عدة، من بينها: الاستعراض التاريخي للوشائج والعلاقات التي وثقت الارتباط بين قبائل نيجيريا وكلٍّ من اللغة العربية ونظيرتها الإنجليزية موضِّحًا عمق عرى العربية وأسباب تمسك المواطنين النيجيريين من المسلمين بها.
كما تطرق الكتاب لملامح التواصل الحضاري بين الشعب النيجيري واللغة العربية من ناحية وبين العربية واللغات المحلية في نيجيريا كالهوساوية والفلانية واليورباوية من ناحية أخرى، ممثلة في ظاهرة الاقتراض والتبادل للعديد من الكلمات العربية.
قدَّم المؤلف تحليلات مُعمَّقة لأسباب ودوافع الدفاع المستميت الذي يبديه المستعربون في نيجيريا للذود عن العربية وإيثارها على الإنجليزية والكفاح من أجل إحيائها رغم شراسة المعركة وقوة عتاد الطرف الآخر والدعم السياسي القويّ له من القوى العالمية.
كما أنَّ من بين تلك المميّزات واللفتات الجميلة من المؤلف في هذا الكتاب، وقفاته التاريخية عن نشأة التعليم العربي ومدارسه في نيجيريا، بالإضافة لتعرضه لما شهده من تطورات معاصرة في مختلف مناطق البلاد.
كما عرّج على أشكال المواجهة وأنواع الضغوط التي تتعرض لها العربية ومجالاتها في نيجيريا.
ولم يغب عن المؤلف بعد تشخيصه للواقع أن يقدّم رؤية استشرافية لمستقبل اللغة العربية والمثقفين بها في هذا البلد المسلم.
ويعدُّ "الدكتور عباس زكريا الإبادني" من المستعربين النيجيريين الذين برزوا وتدرّبوا على أيدي علماء محليين، وعلمًا من الرواد الذين أسَّسوا المدارس العلمية المعتبرة للقراءات المجوّدة للقرآن الكريم في بلاد اليوربا جنوب نيجيريا.
كتاب "نحو تطوير التعليم العربي في نيجيريا" لمؤلفه الباحث النيجيري "عليّ أبولاجي عبد الرزاق" المحاضر بقسم الدراسات الإسلامية والعربية، جامعة ولاية كوغي- نيجيريا؛ يتناول إشكالية خطيرة لا تزال تؤرق مضاجع المستعربين الأفارقة قديمًا وحديثًا، وهو واقع التعليم العربي في البلدان الأفريقية غير العربية وآفاق تطويره لمواجهة التحديات العصرية المتجددة بما يسهم في مواكبة النهوض الحضاري للمجتمعات الأفريقية من جديد.
الكتاب يقع في 80 صفحة من القطع المتوسط، ويتعرض بالتشخيص الوافي لواقع نظام التعليم العربي في أكبر دولة أفريقية سكانًا وذات كثافة إسلامية كبيرة وهي دولة نيجيريا، ويبرز في البداية الهدف الجوهري والأساسي للتعليم العربي لدى النيجيريين، ثمَّ عرَّج على بعض المستجدات على الساحة المحلية والإقليمية وكذلك الدولية مما تضاعف به الإقبال على التعليم العربي لدى الشعب النيجيري المسلم. ثم أعقب ذلك وقفات نقدية من المؤلف لتقييم حالة هذا النوع من التعليم على ضوء الهدف الأساسي الذي اندفع بسببه النيجيريون للإقبال على العربية، وعقد مقارنات في ذلك لإبراز مدى تحقق تلك الهدف من فشله.
كما تعرض لواقع منظومة التعليم العربي في نيجيريا من الكتاتيب والمدارس العربية النظامية والمدارس العربية القائمة على جهود الأفراد والمنظمات بالإضافة للنظام المعمول به في تعليم العربية في المدارس الحكومية. وكذلك تعرض لمحاولات التعليم المزدوج حيث أبرز مزايا وعيوب كلّ من تلك الأنظمة.
وقد أجاد المؤلف وأفاد على نحو متميز بتقديم مجموعة من المقترحات والتوصيات ذات بعد عملي تطبيقي في رؤية استشرافية نافذة لتحسين هذا النوع من التعليم ليحقّق للمستعربين والمثقفين بالعربية من أبناء نيجيريا مكاسب مجتمعية كبيرة.
• • • • •
الشعر السياسي في نيجيريا "لمحات و نماذج"
The Political Poem in Nigeria
مرتضى بن عبد السلام الحقيقي
كتاب "الشعر السياسي في نيجيريا: لمحات ونماذج" لمؤلفه الأديب والباحث النيجيري "مرتضى بن عبد السلام الحقيقي" عضو هيئة الأدب الإسلامي للشباب في نيجيريا، يتميَّز من عدة جوانب من بينها: أنَّه يتناول موضوعًا له صلة قوية بمشخصات الوعي والإدراك الحقيقيين لدى المثقفين بالعربية من أبناء نيجيريا، الشيء الذي يؤكِّد مجددًا الدور الحضاري والتنموي الذي يضطلع به هؤلاء في المسيرة الثقافية والفكرية في مجتمعهم، ومن ناحية أخرى يمثِّل هذا الكتاب؛ على الرغم من صغر حجمه؛ ردًّا مبطّنًا على المشكّكين في جديّة المستعربين في مواكبة العصر وقضاياه بدعوى محدودية الرؤية وضيق الأفق لديهم. ويبرز الكتاب أيضًا مدى اهتمامهم بقضايا بلادهم والإحساس بالانتماء الوطني والارتباط بمجتمعاتهم الأفريقية. ومما يُحسب لهذا الكتاب أيضًا ما أتاحه من فرصة الإطلاع والتعرّف على جانب من المشهد الأدبي والشعري تحديدًا في نيجيريا.
وقد أحسن الكاتب بأسلوب عرضه ومنهجيته المباشرة في تناوله للموضوع والتي تميَّزت بالبساطة والسرد السلس لتاريخية نشأة وظهور الشعر العربي المعني بقضايا السياسة وأنظمة الحكم، مرورًا بالنماذج الشعرية المختارة التي عرضها في هذا السياق لشعراء نيجيريين من مختلف التيارات والقبائل والمناطق الجهوية.