منتدى ابن امسيك للثقافة
انت غير مسجل
تفضل بالدخول او التسجيل معنا
منتدى ابن امسيك للثقافة
انت غير مسجل
تفضل بالدخول او التسجيل معنا
منتدى ابن امسيك للثقافة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى ابن امسيك للثقافة

منتدى ابن امسيك للثقافة يرحب بكم
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ثقافة اللامصلحة واللاخوف

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حازم خيري
عضو فعال
عضو فعال
حازم خيري


عدد الرسائل : 100
نقاط : 28690
تاريخ التسجيل : 11/04/2009

ثقافة اللامصلحة واللاخوف Empty
مُساهمةموضوع: ثقافة اللامصلحة واللاخوف   ثقافة اللامصلحة واللاخوف Emptyالأربعاء أكتوبر 24, 2012 8:27 am

فكر الغد:

ثقافة اللامصلحة واللاخوف

حازم خيري

"الربيع فصل الغرس"

بوريس باسترناك



أشعر وكأن بلدان الربيع العربي جريح يئن، وكما أن الكيان الحي يفرز أجساما مضادة لمقاومة التلوث الذي تسببه الجروح أو البكتريا، أتمنى أن يكون الفكر الأنسني هو إفراز بلداننا الحبيبة لحماية نفسها في مواجهة وعي أبنائها المهزوم..



قرأت يوما قول شكسبير ـ شعرا ـ إنه إذا المرء أطلق سهما فحدث أن غاب عن ناظريه ولم يدر له موضعا، فما عليه إلا أن يعيد الكرة مع سهم آخر، يطلقه من نفس المكان في نفس الاتجاه بنفس القوة، حتى إذا علم موضع سقوطه، وجد الأول!



ميزة كبرى يتيحها الفكر الأنسني لمجتمعاتنا وهي تمكينه رُماتها، أعني مفكريها، من إعادة الكرة من نقطة ما قبل التيه، لأنه وكما احتكم أسلافنا لما بداخلهم، واهتدوا للحقائق بضمائرهم الحرة، لزاما علينا أن نحاكي جرأتهم في طلب الحقيقة!



لا يعني هذا بالطبع أن تُمحى ذاكرتنا، فالذاكرة لا تُمحى وإنما يُعاد بناؤها..



مشكلة أبناء مجتمعاتنا أنهم يتبعون الحياة لا الحقائق، يسوقهم التاريخ ولا يسوقونه، وإلا فكيف نفسر مرض المسالمة وقد استأسد على صوت الحقيقة الأجش! وأيضا، كيف نفسر ما نستشعره جميعا من غرق ما بداخلنا ـ أعني الإنسان الداخلي، على تعبير عالم النفس الأمريكي الشهير سكينر ـ، في دوامة المصلحة والخوف.



الإنسان مؤهل لأن يُبدع الحياة باستمرار، وانه لحق على الذين يوهبون بسخاء أن يؤدوا واجباتهم بسخاء! الإنسان يملك بين يديه الفانيتين القدرة على بعث الحياة!

استدامة الربيع العربي على المحك! يقلقني كثيرا أن أرى قبلات الامتنان تغطي يد الجلاد!! يقلقني أن أرى الوعي المهزوم يرفل في غلائل العزة والنصر!



يقلقني أيضا أن ما بداخلنا سجين ونحن حراسه، مدى أعمارنا القصيرة! يقلقني جهلنا بأنه كلما اسلم الإنسان قياده للحياة ابتعد حتما عن الحقائق..عن الخير!



ولمن يقول: ليست بلادنا وحدها من تقتل "ما بداخلنا/الإنسان الداخلي"، وأننا نعيش في عصر ما بعد الحداثة ـ عصر الصورة/الفيديولوجي ـ، بكل استهلاكيته.



أقول: الغربيون، وربما أبناء حضارات أخرى، قد يحتملون هذه "الموضة"، لكن مجتمعاتنا لا أظنها تتحمل! ليس لدينا صفوة فاضلة تناضل على الخطوط الأمامية للمعرفة وتوافي رعاعنا الذكية من مستخدمي مستحدثات العصر بالمعرفة والفضيلة!



ليس لدينا رصيد معرفي غير مشوش، نستعين به على الحصار الناعم المضروب! فثمة نقص يتكشف جيلا بعد جيل، وهو افتقاد شخصيتنا الحضارية لتربة صالحة لنمو الحرية المسئولة على نحو تلقائي!! وهو ما يعني تضورنا لأن نُحسن البدايات! تضورنا لأن نجاهد في تعليم نقدي يسد هذا النقص ويدرأ مخاطر استدامته.



لا نريد لتجربة الإسلام السياسي التي تعود إليها مجتمعاتنا اليوم بنهم أن تفشل، لأنها ربما تكون الفرصة الأخيرة للبقاء أمام حضارتنا ـ حضارة الضرورة العملية ـ! فشل تجربة الإسلام السياسي يصبح محتوما للأسف الشديد، إن هي لم تسمح بفك الارتباط التاريخي بينها وبين تقزيم الوعي وتغييب الحرية المسئولة! الغرب، ومن خلفه قوى السوق الكونية، يدفع بقوة وهستيرية في اتجاه تقوية هذا الارتباط المشئوم، كما وسوس ـ هو نفسه ـ من قبل في صدور حكام دولة العسكر[1945 – 2001].



تحرير الإنسان الداخلي وليس قتله هو الواجب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ثقافة اللامصلحة واللاخوف
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ثقافة الاعتراف بالعمل الجمعوي. يوسف بورة
» "التربية و ثقافة السلم بالأندلس": محمد العناز
» توقيع كتاب نقدي جديد لشعيب حليفي: ثقافة الرواية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى ابن امسيك للثقافة :: المقال-
انتقل الى: