يَحْكُون في بلادنا
مجموعة قصصية لـ عـادل سـالم
عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة، صدر للأديب العربي " عـادل سـالم " المقيم في الولايات المتحدة مجموعته القصصية الجديدة بعنوان « يحكون في بلادنا ».
المجموعة تقع في 308 صفحة من القطع المتوسط، وتضم 27 قصة قصيرة كُتبت ما بين عامي 2005 - 2010م. تصميم غلاف المجموعة: إسلام الشماع.
قصص المجموعة كلها من الداخل الفلسطيني، تجسد معاناة الشعب الفلسطيني ونضاله ضد الاحتلال. وهي متنوعة ما بين الأسر خلف القضبان، ومواجهة الاستيطان، ومقاومة الاحتلال، خصوصًا مقاومة تهجير المقدسيين من مدينتهم المقدسة، حيث نقرأ على لسان أحد أبطال قصة «الطريق إلى القدس»:
ما سر هذا العشق لهذه المدينة المقدسة؟
هل سورها العظيم الذي بناه السلطان سليمان القانوني؟ هل هو المسجد الأقصى الذي يتوسط مدينة القدس، وبرز كعلم لها من السماء؟ أم كنسية القيامة القريبة منه؟ أم جبل المكبر الذي دخل منه عمر بن الخطاب إلى مدينة القدس يقود جملاً؟
هل هي شوارعها القديمة التي غنت لها فيروز؟ أم جبل الطور الذي منه ترى كل القدس كقطعة فنية رائعة امتزجت فيها كل الألوان بريشة مبدعها؟..
الحقيقة لا يعرفها أحد؛ ولا حتى هو، كل ما يعرفه أن القدس بالنسبة إليه روحه، وإلهامه، وسر وجوده.
إنها مصدر طاقته، وإصراره على الحياة.
أما في قصة «باب خان الزيت»، فجاء على لسان الطالبة التي اعتقلها الجيش وأنقذها من بين أيديهم شاب مقدسي أطلقوا عليه الرصاص:
( كنت أتمنى أن يكون هذا الشاب فارس أحلامي؟
أي رجل سأحبُّ بعد الآن؛ إن لم يكن مثله شهامة وبطولة؟
تركه الجنود ملقى على الأرض، وتركوا الطالبة تصرخ بجانبه:
- قتلتموه يا كلاب؟!
وانسحبوا من المنطقة.
هناك قريبًا من بيته الذي لم يبعد سوى مائة متر سال دمه فاستحق أن يكون ذلك الشارع شارعه بلا منازع مهما تغيرت الأزمان.
ثلاثون عاما مرت على استشهاده وما زالت آثار دمائه هناك.
لم تغسله المياه ولا السنوات. دمه المقدس حفر على «بلاط باب خان الزيت» ملحمة سترويها الأجيال. أليس من حق أصدقائه، وأحبائه الأوفياء أن يذرفوا الدموع كلما مروا من هناك وشاهدوا طيفه بقامته المديدة؟
أليس من حق تلك الطالبة أن تتذكره كلما مرت من هناك؟ أليس من حقها أن تذرف الدموع كلما مرت من باب خان الزيت؟ مَنْ يستطيع أن يمنعها من ذلك؟ أليس من حق سكان ذلك الشارع أن يتذكروا محمود الكرد كلما غنى مارسيلخليفة قصيدة سميح القاسم:
منتصب القامة أمشي
مرفوع الهامة أمشي
في كفي قصفة زيتون
وعلى كتفي نعشي
وأنا وأنا
وأنا أمشي
سقط شهيدا محمود الكرد وما زالت رسالته تمشي، لا يزال شعبه يمشي,,,,