منتدى ابن امسيك للثقافة
انت غير مسجل
تفضل بالدخول او التسجيل معنا
منتدى ابن امسيك للثقافة
انت غير مسجل
تفضل بالدخول او التسجيل معنا
منتدى ابن امسيك للثقافة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى ابن امسيك للثقافة

منتدى ابن امسيك للثقافة يرحب بكم
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 منير مزيد يخط حروفه على جدار الإنساني

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
munir mezyed
مبدع جديد
مبدع جديد
munir mezyed


عدد الرسائل : 8
نقاط : 32125
تاريخ التسجيل : 21/04/2007

منير مزيد يخط حروفه على جدار الإنساني Empty
مُساهمةموضوع: منير مزيد يخط حروفه على جدار الإنساني   منير مزيد يخط حروفه على جدار الإنساني Emptyالثلاثاء مايو 15, 2007 2:30 pm

منير مزيد يخط حروفه على جدار الإنسانية

بقلم د. يوسف شحادة

على وقع الحزن والألم، ولحن النشوة والفرح، وطعم الحب والشجن، وصفاء الروح، ونقاء المشاعر، يقدم الشاعر منير مزيد نصوصه- تأملات جمالية- ، مستنهضا بها دقائق الخلق وتفاصيل الوجود. يبدأ رحلته المريرة من مرتع "بذرة الخلق"، ليحلق دون توقف، عابرا آخر النهايات إلى ما وراء الوجود، والكواكب، والكون. ولكن الشاعر ينزل بنا من بروجه في أعالي السماء، ليضعنا على أرض الواقع الحالم حينا، الغاضب حينا آخر، الملتهب أحيانا:

كل شيء على الأرض
نفسه من لهب
يستريح على وقدة نار….
مشهد دائم الاحتراق
يطوقنا بالجحيم
يظللنا الى الأبد
هذه هي طبيعة الأرض…

والأرض، رغم طبيعتها التي يتناوب الجحيم جنباتها، ظلت تدور متوالدة بالحياة، نابضة بالتوق إلى السعي وراء الشمس. ومنير مزيد ينتقل من العام إلى الخاص، متشبها بالعام، مستلهما من ملامح الطبيعة ومعاناتها صفاته، وهمومه، ورغباته، وشكواه:

الأرض تدور، تركض
وراء الشمس…
وأنا أرض ، ألهث
وراء الرغبة …
كلانا أعيانا السعي
وراء دخان…
كلانا متعب ومجهد
من عفن السنين….

هذه الشكوى تتحول إلى رؤية سوداوية ترسم الواقع الفظ بعيون آسية موجعة، فلا حياة للضعيف في مملكة الغاب، والجوع يفرض معادلة قاسية واضحة، طرفاها الصراع والبقاء، والصراع لا يكون إلا من أجل البقاء:

في الغابة الخرساء
روح الظبي الوديع
طريدة…
النمر مخالب الجوع المفترسة
تنهش وداعة الحياة..

درب الآلام طويل مكلل بالعذاب، والحلم لا يأتي رغم التودد إليه ومطاردته، وحين يبدو الحلم عجوزا في نهاية الطريق، يكون الاستسلام للمثل الغائب، وللقنوط والسكينة، خيارا غير طوعي، يفرضه اليأس:

أسير على درب ألم
أطارد حلماً
خيوط غد من دخان
أكبر ...
وتكبر الأحزان
ويشيخ الحلم
وفي آخر الدرب
أستسلم لك وأنام!....

لكن النوم ليس حلا للمشكلة، وخلاصا من أحزان هذا العالم الملتهب، فيصبح استدعاء الحلم ضرورة نفسية، وحاجة روحية، لذا نرى الشاعر يستحضر القمر، وحوريته الراقصة في مرآة خرافية ساحرة، ويلقي بهما على مخدة الليل إلهين من أحلام اليقظة:

قمر ينسج قصائد
على صفحة مياه خرافية
حورية ترقص
في خيوط أشعة السحر
تتعرى..
والنهد يرضع الكون رحيقا
يثمل إله الأحلام
وكثيراً ما سحرني…

ويخرج الشاعر من رؤيته السوداوية مستدركا، وقنعا أن الآلام التي تسكنها الأرض، وأهلها، لن تؤدي إلى هلاك محتوم أو نهاية فاجعة، بل ستأتي بجديد يولد من رحم الأحزان، يتنفس الحياة هواء نقيا وأملا حميما:

أفتح نافذة الأحلام
وأطل على شرفات الكون
أتأمل..
وأرى ما لا يبصره أحد غيري…
كل ما في الكون من آلام
آلام ولادة….

لكن الأمل نافذة لا يغلقها الشاعر، فيتنفس من هوائها منتظرا أن تمد له يد حنون شيئا من الحب، الذي وإن ضاع في الآفاق القريبة، فهو لابد كائن هناك في البعيد، على راحة المسافات:

عصفوران عاشقان
مازالا يبحثان عن عش
لم يجداه…
طارا في السماء بعيدا بعيدا
فوجدا يد الله ممدودة…

هذه اليد الممدودة، التي تبدو لنا أنها بعيدة بعيدة، ليست كذلك في الحقيقة؛ فيد الله من حولنا، والله ساكن قلب كل إنسان، وما على الإنسان إلا أن يتلمس قلبه، ويفتحه على ذاته ليرى الحقيقة ساطعة نقية:

مازلت أذكر يوم ولدت
كيف قبلني الله بفم لا نهائي
وهمس في أذني قائلا:
إني أسكن هنا ..
وأشار بإصبعه إلى قلبي…

لكن الشر يطل برأسه هنا وهناك، وهو متمثل بالمحتل الغازي، الذي يحرك غرائزه الجشع، واستضعاف الآخر، وتمجيد شريعة الغاب. بيد أن هذا الغازي سيقف عاجزا أمام قوة الحق، التي يمثلها الوطن، المورق كرامة وإباء وعزة، لا يطال نبتها خريف غاضب، يسقط أعداءها ويدحر شرورهم:

يتساقطون
مثل الاوراق في فصل الخريف
والريح تكنس بقاياهم
تأكلها الضباع
فوطني يأبى ان تدوس ترابه
اقدام غازية

منير مزيد يخط حروفه على جدار الإنسانية، متوسلا حبا نقيا نقاء الملائكة، حبا قد يأتي، بل حتما لا بد آت. لذا نجده يواصل الغناء لكل ما هو جميل، وحالم، ومؤس، ونابض بالحياة والفرح. أما صلواته فلا تنقطع حتى يولد الحب أنبياء وقديسين، ويتعمد على جدارية الوطن:


سأبقى أغني
أغني للنجوم
للفرح / للألم / للأحلام / للحياة
وأشرب
وأشرب نخب هذا الحب
وأصلي ..
أصلي
حتى تملَّ الصلاةُ مني
ويملَّ مني الغناء...
وحتى يصبح للحب
أنبياء
وحواري

بهذه الخاتمة يؤكد الشاعر منير مزيد علاقته الحميمة بالحب الإنساني الخالص، الذي يستلهم قدسيته من روح الله، ونوره الغامر. ولكن سؤالا يبقى مشتعلا في رأس القارئ: أيجب أن يظل الحب محلقا في سماء بعيدة مختفية وراء حجب القدسية والمثالية الرومانسية؟ يبدو أن الحب لا يمكن إلا أن يكون كذلك، فهو يستقي هويته من الوجدان، ويؤسس كينونته على طيب ثراه العطر. ونصوص منير مزيد هي المرآة، التي تستقصي صفاء هذا الشعور المثالي في أقصى حالات تجلياته، وتمرده، واغترابه، وشقائه، وفرحه.

د. يوسف شحادة
كراكوف، 15 أيار / مايو 2007 م.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
منير مزيد يخط حروفه على جدار الإنساني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» صدر ديوان جديد للشاعر والروائي العالمي/منير مزيد
» دار الحياة تحاور الشاعر والروائي العربي منير مزيد "
» مهرجان الشعر العالمي بوسيس يكرم الشاعرمنير مزيد
» مرحبا بالفنان محمد منير
» نعي :الشاعر منير بولعيش في ذمة الله

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى ابن امسيك للثقافة :: دراسات أدبية-
انتقل الى: