عروة بن الورد
أبو الصعاليك . صاحب شخصية فريدة ، تخطت شخصيته كشاعر وفارس . وكانت دعوته لمذهب الصعلكة سبيله لاقامة نوع من العدالة الاجتماعية . فلم يكن اقباله على الغزو غاية بقدر ما كان وعياً شعورياً واضحاً ولّده احساس بالغبن الاجتماعي الذي تتلقاه فئات من الناس تعيش على هامش المجتمع . فالظلم والاضطهاد الذي عانى منه على يد والده دفعه الى ان يصبح زعيم الصعاليك وراح يغزو اصحاب الثروات والبخلاء ويوزع الغنائم على جماعته وعلى الفقراء .
هو عروة بن الورد بن زيد بن عبد الله بن ناشب بن هريم بن قطيعة بن عبس . ينتهي نسبه الى قبيلة عبس . كان أبوه سبباً في حرب وقعت بين قبيلتي عبس وفزّارة . أما امه فتنتهي الى نهد من قضاعة ، وهي بذلك أقل منزلة من أبيه . وقد إنعكست منزلة الام على علاقة الولد بوالده الذي اضطهده وفضّل عليه الاخ الاكبر. كما ان قومه احتقروه لدنو منزلة امه .لقب عروة الصعاليك لقوله:
لحي الله صعلوكاً إذا جن ليلـه*****مصافي المشاش آلفاً كل مجزر
يعد الغنى من دهره كـل لـيلة*****أصاب قراها من صديق ميسر
ولله صعلوك صفيحة وجـهـه*****كضوء شهاب القابس المتنـور
وهو القائل:
إني امرؤ عافي إنـائي شـركة*****وأنت امرؤ عافي إنائك واحـد
أتهزأ مني أن سمنت وأن تـرى*****بجسمي مس الحق والحق جاهد
أفرق جسمي في جسوم كثـيرة*****وأحسوا قراح الماء والماء بارد