- مريم كتب:
- قصيدة للشاعر محمد بنعمارة الذي وافته المنية أمس السبت :( إنا لله وإنا إليه راجعون)
من لغاتك .. يا أيها السندباد
محمد بنعمارة
1-كلماتي
كلماتي.. ليستْ خارجَ ذاتي
واللحظةُ في محراب الحرفِ
دخولٌ في الزمن العاتي
لا أكتب إلا بدمي
أو ما تلهمه صلواتي
لستُ الفارسَ
لكن الشِّعرَ حصانٌ
تركبه شطحاتي .
****
2- لغة
لغة كالأنثى
أشتاق إليها
حُبلى بحروفي
تنبثق من النارِ
وترحل في النَّورْ
يتبعها البجعُ التائهُ
والنورسُ..
والعصفورْ .
****
سوف يغمس ذلك الخذروفُ خبزَهُ
في لعاب صديقهِ
فاستبقهِ
عند انتشائكَ
ريثما يستدفىء الصمتُ المعتَّقُ..
يا كفافي(*)
بالظلام المشتهى.
أنزلْ عروشَ الضوءِ
من عربات هذا الليلِ ؛
دحرجْها، تباعاً، من على شفتَيْ
إلهِ تجارةِ البسطاءِ.
والعبْ
مثلما تبغي
على العتبات والأبوابِ.
أو أطفىءْ يديكَ.
وأطفىءِ الألفاظَ أيضاً.
يا كفافي!
أطفئِ الألفاظَ أيضاً.
فالخمورُ مضيئةٌ
والحبرُ يصدأ فوق سَرجِ العنكبوتِ،
وفي مَصارين الورقْ .
****
---------------------------------
من يعرف الشاعر محمد بنعمارة عن كثب يعرف فيه الرجل الإنسان والشاعر،قد عرفته شخصيا و في برنامجه الشيق[حدائق الشعر]بإذاعة وجدة،ومن يعرفه يعرف وجها مهما وأساسيا من شعراء المغرب الشرقي،أمثال على الرباوي وحسن الأمراني ومنيب البوريمي رحمه الله،وعبد الرحمن بوعلي،إنه الشاعر الباحث،الذي نذر نفسه للشعر وللكلمة الجميلة.
بالنسبة للقصيدة فشخص متواضع مثلي لا يمكن أن يصدر عليها حكما،إلا أنه لدي ملاحظة على وزنها،فالجزء الأول منها من الخبب بينما الثاني من الكامل،مع وقوع نشاز في مستهل السطر الأول من الجزء الثاني،الشيء الذي أستغربه من شاعر في حجم بنعمارة، وهو أمر لا أجده في شعره الذي قرأت منه ما تيسر لي .
رحم الله أخانا وصديقنا الشاعر بنعمارة ،وشكرا لك أختنا مريم على إتحافك إيانا بهذه القصيدة الجميلة.