اصطكاكُ أرواحِهم
يا أبتِ
يَرضعون جنونهم من مهدِ أمي..
من ثم يُرضعوننا لُبَّ الكفاف
يحتسون النشوة بكؤوسٍ
من سيقان المقاعدِ
ويتشبثون بنحر الأبدية
يعقفون هياكلهم
ناحية الوجوه المنتفخة
الأحادية الوجود بالمطلق
أسماء متجمدة في براويظ فاخرة
ألا يعلمون يا أبتِ
أن الأبدية حكرٌ على الأحد
يا أبتِ
يُشعلون مُشكاة منازلهم بزيتِ الكبود
ورذاذ الأفئدة
وجوهُهم من المطاط
وأجسادُهم من التوباز
يُسقطون أقنعتهم من العلياء بِدويٍّ
في فجوة ضيقة, حفرت لأوطانهم..
يملكون سماءً مقيدةً في الكون العقاري بأسمائهم
غير السموات السبع..
يا أبتِ عن أيِّ ثورةٍ يتحدثونَ..
صدروهم لم تعد تتسع للنياشين
تمثالٌ على رخام مناضدهم
رخامٌ تحت تماثيلهم..
والماكثون عند النواصي..
يتحلونَ بأصابع من بسكويت الشعاراتِ
وزقومٍ محلّى بنعناعٍ بارد
والثياب من ورق
يا أبتِ
مازالوا قادرين أن يجعّدوا الرجال بالعجاج
ويلونوا الفجيعة كيفما شاؤوا
عند النواصي تشخص بهم الشخوصُ
ويتقيؤون عصير التوت
يا أبتِ..
اصطكاك أرواحهم..
بانوراما إلهية..
يصرخونَ بوجعٍ
أنتم أرذالٌ وسفلة
إرثُكمُ القمعُ
ومآل أحلامكم الردمُ..
سنصنعُ من أجسادكم حطباً للمدفأة
لو تمردتم أو تجاسرتم عن الانحناء
لو كافحتم لردم سدَ الفقر العالي..
15/04/2009
نشرت القصيدة في ديوان ( كيمياء الحب ) الصادر عام2009 عن دار رشاد برس - بيروت
مصطفى سعيد
شاعر وروائي سوري
wwwstrip5@yahoo.com