هذه مجموعة خواطر من كتابي (الى الحياة)
من وراء الأفق الممدود..........
وعبر الرحاب المبسوطة.................
تلاشى مع بعد الأمل .................. بلقاء الأحلام
مد ذراعه على كون مرسوم بغباشة من ضلالة مترامية الأطراف
إلى قلب حن فاشتاق إلى أم الإيمان .........
فتوالت الأيام على لوحة الرسام .
التي رسمت بقلم رفض التخطيط ........
وأبى أن يكرس مداده في استرجاع ملامح الشباب .............................
فلاحت خيوط الغسق .
ولاحت معها أحلام الهوى
وظهرت عصافير الأنشودة الصباحية
وبدت أشعة الماضي والحاضر غير منكسرة ................
وشقت خرائط العودة ........
ورسمت تضاريس اللاعودة .........
فأعطت نورا قرمزيا تلألأ في بحيرة السكير فأيقظته من سكرته .
ليركض في بساتينه متأملا نفسه :
ناسيا:
زمن الصمت .........................
من دهر متربع في آفاق مستقبل مجهول..............
تتشرد عيون العمر لتتناسانا في مفارق الحياة .................
ويفوتنا ركب القدر ونبقى حيارى........
ونهرب الساعات من ايدبنا ضجرا..............
وتفر الدقائق من أناملنا مللا وغضبا..........
لا نعرف قيمتها ............... فنرميها خلفنا دون مبالاة
لانقدر ثمن الكنوز التي نهملها ليتشبث بها غيرنا......
يعطيها ما يستطيع من جهد وعمل
لترده نفعا وسعادة له وللآخرين
يزرعهااملا وبقاء لتزهر حياة وخلودا
يكسر ضفاف المستحيل ويشق
آفاق المحال.....
لتعطيهالابداع والراحة والازدهار
.......................................................................
......................................................................
من أيد ماهرة صنعت من التاريخ معجزة.....
ونفوس طاهرة جعلت من الزمن عظة .................
إلى صفحات الدهر اللامعة التي نتصفحها بعيون مكتحلة بنور الإبداع......................
وبقلوب تنبض بالحب والإيمان لما خلفه الأجداد .......
فماذا يبقى لظل الإنسان في هذه الحياة ..بعد رحيله ..............
إلى العالم آخر.......
لا يبق سوى ما يخلده . وطنه وزمنه
إنها آثار جهده وعرقه
انه يترك من صورته بعض الجمال والفخر والاعتزاز............
......................................................................
من بحر ازرق تتلاطم فيه الأمواج...............
وشمس صفراء جالسة في كبد السماء ............
إلى لوحة يرسمها فنان بأشكال وألوان ..........
ينشق فيها الإحساس ويترجم الشعور فيها بإتقان ........
فتعدو أسطورة الأجيال ملتحمة بقلوب انسلت إلى العقل بروح وجمال ساحر ......
فضاعت دواوين القدماء.
لتبقى هي النبراس الذي ....
يضيء إلى الأمام ويزيل .
الأشواك من الطريق المؤدي إلى مستقبل خلاب ......
تنام فيه النفوس على شاطئ الأحلام السعيدة .......
بعيدا عن الحقد والكراهية ..........
...............................................................
في بحور التاريخ نعوم ............
وفي كتب الزمان نسافر .........
ومن عبق الأجداد نرسم المستقبل ومنه يشع النور المبهم.......
يبحث عن مفر فلا تجد سوى
حضارة سكبت في كأسها
إبداعات الأجداد ...................
وامتزجت في صفحاتها العلوم والأديان .......
ولمع في ثناياها جمال الترف والغناء ........
فرقدت الأحلام سكرى في أسارير مجهولها ...
وسكنت الأحاسيس نعسى في أورقة خمائلها ....
فهي العذراء التي قبلت ثغر الحياة ...............................
مذكرات :
في شريط العمر الطويل........
وقطار الزمن السريع...........
يطيب للإنسان التوقف في مفارق هذا الهر المزدحم
ويطل من خلال ذكرياته إطلالة بسيطة على محطات العالم الكثيرة
فيتصفح كتابه......ويتعمق في داخله
وبغوص الى ما بين سطوره فيتعلم ويستفيد
يتعظ ويستنير
فتبدأ قطرات المطر بطرق زجاج النافذة
وتستيقظ الذكريات من احلام الموسيقى السريعة الايقاع
وتتبدد الغيوم الداكنة التي كانت
تبعث في النفوس الكآبة
لتظهر المصابيح المبهجة لتاخذ الالباب
الى عالم الهناء..................
.........................................................
سماء:
من غسق الدجى تلمع بوارق الحياة .......
وتنطفئ شمعة الظلام
لتنير الكون شمس رفضت العتمة والاضمحلال..
فانبثق فجر جديد اتجهت منه العواطف
لوصف المشاهد التي تعددت وتنوعت كتنوع الزهر
في الربيع والتي جذبت المشاعر
فنطق اللسان باجمل الابيات وتحدثت الكلمة في صحراء شاسعة
وفي فيلف واسعة فحملت في طيات حروفها
وصفا لملكة السماء
التي قررت الرحيل عن عرشها
فانهمرت الدموع من عينها .........................
وشاركتها حاشيتها البكاء....
فعبر بها الشاعر عن حالته
النفسية الحزينة المهمومة
التي تحدت الطبيعة إنسانا يجسد الاحزان ......
مدينة:
من عمر فان في تعب واهمال
وقلب صد ومتعطش .......
الى ايام تمضي على مدى الزمان.......
لتطل بنا علىراحات الامان ........
وتنقلنا الى مدينة الايمان .
لتبرهن للقادمين من لجج الأسفار
وأصقاع العالم ......
انه الربوع الحمراء والمروج الخضراء ....
تزداد جمالا بحجم الفضاء ....
فما على الرؤوس الى ان تتهدل..............
والظهر ان تتقوس .....
والعيون ان يطفئ فيها النور .....
والحناجر تنطلق بالهتافات .......
وتتعرج الطرقات .
لاقف مذهولا مستسلما لك
ايتها المدينة الخيالية.
.....................................................
دوامة :
نسيت خيوط اللعبة .
وخرائط الحب العشوائية ...
اردت ان تكون مجرد ربما ادري انها جاءت من اجلي
نبشت في كل زوايا عقلي
فلم تجد نفسها........
ارادت ان تنقلني من مغب الوعي الى اتون النسيان
لكنني جردت حسامي وجهزت عدتي ....
وجمعت كل أوراق اللعبة المنسية ...
لتخرج مهزومة مصعوقة .
دون ان تربح المعركة ....
.................................سكرة :قطعت اوتار القيثارة الحزينة ...............
فعزفت الحان الكآبة المنشودة ........
وزفت أهازيج العبث بدف الحزن .......
وتراقصت بنات الشياطين على عود السكير .......
وصدحت اصوات الضياع التي قذفت الاشياء الى بعيد
وازدادت وحشية الريح .
التي مشت خبط عشواء.
وتشتت الأفكار في تعرجات عوجاء .
لتميل النفس الى بداية نشوة ربانية .
وتدخل رحاب المسرات .
وتجول في أعماق الغد المشرق.
.......................................................
نهاية :
انتهت كل مصطلحات الكذب ..................
وختمت حكايات الاساطير ...
وخلت أمكنة الصخب من اصحابها .
وتبعثرت اوراق الجدل المهمشة .
وزالت تخربشات الريشة على اللوحة الرمزية .
واختاطت ازمنة السكوت بتقاويم صارخة .
وتاهت سفن الصدق عن شواطئ النجاة .
وضاعت اساطيل الحنين في يم الهلاك .
وبقيت رسالة العمر .....
تمضي بلا جدوى .......وبلا ادراك
هادي قاسم:كاتب في جريدة الغد السورية