قصة وفاء
لسحر حمزة
تعلقت به كما الطفل الصغير الذي يتعلق بأمه عند ولادته ،أحست للوهلة الأولى من لقاءهما الأول أنه كل شيء ،تجمعت فيه كل جماليات العالم،و تجسد ت به كل أبجديات العشق والحب والجمال ،ترنمت على نغمات صوته عبر الأثير صبح مساء وتهاوت بين يديه مثل دمية صغيرة مستسلمة صامته ،يحاورها يداعبها يراقصها كما يشاء وهي تذعن لآراءه وتلبي إحتياجاته وأصبح هو النموذج والمثل الأعلى ،الوالد والاخ والزوج والولد والصديق والحبيب وكل البشر بالنسبة أليها .
وقفت وفاء على نافذتها المطلة على إبراج متراصة ، حيث لا هواء يتوالد بفعل الشجر الذي ينتج الأوكسجين بالليل ،ولا قطرات الندى في الصباح لترقرق حياتها بفرح جديد ،و ليس للطبيعة البكر مكان في مدينة الأوهام ، فكل ما فيها إصطناعي حتى قوس قزح هو أيضاً بفعل البشر باهت باهر مضيء يومض من بعيد ويغيب .
كانت وفاء تعتقد أن آمالها ستتحقق مع إنسان يعيش بأعماقها ، لكنه خيب ظنها وتذكرت أول يوم حين كان اللقاء بينهما كيف تعلقت به ، بعفويتها وطيبة قلبها الرقيق الإحساس ، وتشبثت بحسن نواياه ،كان تتناول إحدى الوجبات كي تسد الجوع في معدتها بعد يوم مرهق من الكد والتعب ،تحدثت إلى صاحب المطعم بجرأة وبحكم الجوار لقربه من مكان سكنها ، عن رغبتها في شراء سيارة مستعملة ،غير باهظة الثمن ،بقدر موازنتها المتواضعة ، كي تتخلص من فضول السائقين وأزمة السير والإزدحام المرير،، كان قوس الرجل الذي شغفها حباً مذ عرفته وأرتبطت به ، يراقبها عن بعد بذكاء الرجال الحادق ، يتابع حديثها مع صاحب المطعم وقصتها مع الازدحام حين تذهب في كل صباح لعملها بمدينة الأحلام ، فجأة تدخل قوس قاطعها خلال الحديث وأكد لها أن ما ذكرته مرير والمرأة العاملة لا بد أن يكون لها سيارتها الخاصة و دار نقاش مطول بينهما حول السيارات وأسعارها وبدا كأنه خبير متمرس ليس مثله في هذا المكان ، وصار يقدم لها خدماته ويشرح بعض الأمور حول السيارات الحديثة والمستعملة وأنواعها ، وبحكم مهنيته في شراء السيارات وبيعها كمهنيته في إصطياد النساء اللواتي قابلهن سابقاً ،أستطاع أن يقنع وفاء بشخصيته المتميزة الجاذبه وكلامه الراقي المنمق و بأهمية مركزه في السوق ، وإمكانياته المهنية في بيع وشراء كل شي ،، ،ذكر قوس لها مواصفات سيارات "الحريم " بحسب ما تبحث كل واحدة عما يريحها،كان هو ذكياً مستمعاً يتابع طريقة حديثها، وكان يتقن فن الإنصات وقراءة الأفكار ولديه كل الطرق الميسرة كي يسلب عقول النساء الضعيفات اللواتي هن مثل وفاء ،وما بين الحوار والحديث المطول عن السيارات وأسعارها طلب منها أن ترافقه لمعرض سيارات ،تختار أية سيارة تريدها ، ولأنها وحيدة في مدينة الأوهام و بحاجة ماسة لشراء سيارة، رافقته وفعلاً أحضر لها سيارة حديثة ، وعرض عليها أن تجربها وتسير بها لحين تدبر أمرها بسيارة أخرى تكون لها ملكها ،فرحت وفاء وطارت مسرعة لتتصل بأمها وتخبرها أنها ستقضي إجازة العيد مع أبناء أختها في العاصمة وأن معها سيارة ولم تصدق نفسها من الفرح فأتصلت به لتشكره فقال له بأدب وكلام منمق أنه أقل شيء أقدمه لك ،إذهبي وأقضي الإجازة مع أهلك كما يحلو لك .
بعد مرور إجازة العيد ، عادت وفاء لترجع له السيارة المستأجرة التي أعطاها إياها دون مقابل فرأى فيها فتاة طيبة صادقة مرهفة الحس ووجد الطريق سهلاً لإحتلال قلبها والإستيلاء عليه بطريقة ذكية دون أن يجعلها تشعر أنه متعود على ذلك سيما وأنه عرف أنها وحيدة غريبة في مدينة الأوهام التي جاءت إليها من عالمها الذي توشح بحياتها بكثير من الآلآم فاختارت الرحيل إلى عالم جديد فيه ما يحقق بعض آمالها وطموحها .
كانت وفاء مسلوبة الإرادة في التعامل معه لإعجابها بشخصيته ،وكان هو دائماً يدعوها لفنجان قهوة في مقهى بالجوار ، فلا تمانع ،تشرب القهوة وهي تؤنب نفسها لماذا أطيعه ،ربما لشكله الذي يتصف بالرزانة وعمره المتوسط في العقد الخمسين ،كانت تخاله الأب الحنون بعد إحساسها بالوحشة لفقدانها والدها ،كان يذكرها به ،،أسعدها جداً طريقة كلامه وثقته العالية بنفسه، وبعد تعدد اللقاءات معه للتفاوض حول السيارات وبعد أن باعها سيارة غير حديثة لكنها جيدة وتقضي غرضها بدل الذهاب بالحافلات مع حشود بشر ليسوا من جنسيتها ، كانت تفكر به مطولاً في عملها وفي بيتها ،وتصمم صورة لحياة جميلة معه، وبأسلوبه الذكي في الإحتيال تمكن من سرقة قلب وفاء وأحلامها الوردية وهي وجدت فيها الرجل الذي لم يطمع بها كعادة الرجال حين لقاء النساء فوجدت به الآمان والإستقرار مع رجل رزين ناضج صاحب خبرة ،وليس مجرد عابر سبيل و فيه رأت فيه مواصفات الأب والأخ والصديق والحبيب الطيب الحنون ،ويوماً بعد يوم بدأت وفاء تتواصل معه وجعلت من حكاية السيارة وتسجيلها حجة لها حتى غدت صديقتنا وفاء تتصل بهاتفه كل لحظة للإستفسار ببعض حجج عن عطب ما بالسيارة أو صوت بالمحرك وهكذا ،، ، حتى تعددت اللقاءات بينهما وعرفته على أقاربها حين فاجئها بطلب يدها للزواج ،لإنهما الإثنين في غربة ويجب أن يكونا عائلة واحدة ،في داخلها رضى وشغف لذلك ،فكان قوس بالنسبة لها الدليل والأهل والصديق سيما أنه في كل لقاء يؤكد لها أنه يعرف كل شيء في المدينة ، و أنها حلم حياته ،،وبوجودها معها يشعر بالسعادة ، وأنه يقضي معها أجمل أيام حياته .
إعتقدت أنها المراة الوحيدة في حياته ، و أنه صادق في شعوره نحوها لإنها تؤمن أن قضية الحب والعشق بين الرجل والمرأة تتسم بالوفاء والإخلاص ولا يمكن للقلب أن يختار مرتين ويحب أكثر من شخص في آن واحد ،فهو بالنسبة لها الأول والآخر ،فتملك مشاعرها المرهفة وأصبح يديرها كما يشاء ،إلى أن وقعت بين يديه حبيسة عواطفها،وأيقنت انها تريده رفيقاً لمسيرتها في الحياة سيما وأنه عرض عليها الزواج والإرتباط ، مؤكداً لها أن وجوده سيسعدها وسيضمد جراحها في هذه الغربة القاسية ،كي يكون معها أسرة صغيرة مثالية بالحب والتفاهم .
كانت تحاول تجاهل قلبها مراراً وتؤنب نفسها لإنها عاشت تجربة زواج مرة بالسابق ،لكن إحساسها بالحب الحقيقى معه ،وهو يعاود الكر والفر بالإحتيال على مشاعرها ويلح عليها كي تخبر والدتها بالنية للزواج به ،رفض أخواتها ،وخاصة في باديء الأمر حيث رفض أخيها الأكبر بشدة وعارضت أمها إلى أن أقنعتهم وفاء وأكدت لهم أنه مقتدر وسيؤمن حياتها وأنه طيب وهي تحبه ،،فلم يجد الأهل إلا الموافقة ،وفعلاً تم الزواج بطريقة سريعة وبحسب الأعراف والتقاليد والقوانين الشرعية في بلديهما.
كان يخبرها دائماً بأن زوجته أم أولاده ليس لها وجود في حياته ،وأنه لا مثيل مثلما لعواطفها الدافئة وحنانها الأمومي الذي كان يفتقده دائماً من زوجته الأولى ،وكان يؤكد لها أن إرتباطه بزوجته فقط يقتصر على انها أم أولاده أما التواصل العاطفي بينهما فهو مفقود. ويؤكد لها أنها إمرأة مكتملة جميلة راقية مثقفة ومتعلمة وربة بيت ناجحة وطاهية متميزة وغير ذلك من اساطير الرجال ، ويؤكد لها بأنها تتسم بكل الصفات التي يتمناها أي رجل في العالم ،وهي كانت سعيدة جداً لأنها سمعت منه كل ما تتمناه أية أمرأة من أن تسمعه من حبيبها وزوجها الذي أختارته شريك حياة .
فجأة و بعد مرور عدة أشهر على الزواج ذاب الثلج وظهر المرج ،ظهر صديقنا قوس على حقيقته ،ظهرت زوجته الأولى على الساحة ،وتخلص من صديقة له سابقة ،وبدى متوتراً وقلقاً دائماً ،بعد ما ظهرت عليه علامات مرض ،وتوقف عن العمل ، وصدمت وفاء لإنه وفي الفصل الأول من حياتهما الذي يعرفه الناس بأنه شهر عسل"هاني موون" ، تغير صاحبنا ،بعد أن غاب عن صديقته السابقة ،وكانت تجعل نساء يتصلن به ويلححن في طلبه لأنه تخلى عنهن وأصبح همه الظهور بصورة الشخص العاشق المحب الولهان لوفاء ،،لكن هيهات كلهن أحببنه حتى زوجته تيقظت لتغير قوس في سلوكياته لأنه بدأ يبدو أنيقاً رفيع التهذيب بحكم علاقات وفاء الإجتماعية وطبيعة حياتها العملية وصارت تعرفه أكثر على الاهل والأصدقاء،وكان في كل لحظة تسأله عن الإتصالات التي تأتيه من الصديقة السابقة ، يرد بعنف وينغص عيشها وفي كل مرة يزيد الصدام ، وبدأ الصراع والشجار ووفاء تؤكد له حبها له بصورته المثالية التي عرفتها وتطلب منه عدم تشويهها أمامها.
ولكن خاب أملها فهو يؤكد لها أنه يريدها وهي زوجته فقط بين أهلها ومعارفها ،أما أصدقائه وأهله فيريدها أن لا تكون معروفة ،وأستمر الحال اياماً طوال وهي تحاول رأب الصدع دوماً تغدق عليه الهدايا والمال وكانت كلما تصدع بيتها قليلاً ،بادرت وفاء بإعادة ترقيعه ببنية تحتية جديدة تجدد لها حبها له ظناً منها أنه سيخلص لها ويحبها ويبقى غير متلون وغير واضح في حياته فهي زوجة شرعية له وليست بنت هوى أو عشيقة أو عابرة سبيل في حياته .
وبات الأمر صعباً غير واضح المعالم فهو زاد عن حده وشدة على وفاء، وأصبح قوس مكشوف للجميع فتخلص ممن إستطاع التخلص منهن بسبب ضغوطات ومتابعات وفاء وردعها إياهن لكن الأمر الكبير الذي لم تقدر عليه هو تيقظ الزوجة الأولى من سباتها العميق ،وأيقنت أنه تغير وأن في حياته إمرأة أخرى ،،وبدأت زوجته تلاحقه وتترصده ووفاء تقاوم حين تشتمها عبر الهاتف وتؤكد لها أنها تحبه وتحترمه ولا تريد أن تخسره لكنه بدأ يصحو بأن له زوجة وأولاد ولا يريد أن يعرفوا أنه تزوج بوفاء ويريد طمسها بكل إمكانياته وهي تتمسك به أكثر وهو مع كثرة الصراعات ما بين زوجته الأولى وصديقته الأخيرة التي طردته من حياته ، لأنها عرفت أنه تزوج بوفاء بدأ يدرك فظاعة ما حصل وبدا عليه الهرم والمرض أو كأنه أحتال على وفاء كي تشفق لحاله وهو بلا عمل ولا يملك بإسمه أية سيارة ولا حتى عربة أطفال .
أصاب قوس التعب من اللف والدوران والإحتيال وبدأ يلمح لوفاء أنها سرقته من زوجته وأنه يحب إمرأته التي تتنازع معها عليها وهي تسافر به إلى أهلها ثم إلى دول مجاورة كي تعيش وإياه لحظات السعادة المفقودة لكن دون جدوى ،وفي آخر المطاف وفي الغربة المرة القاتلة بدأ يلمح لها أن زوجته بحاجته وتريد أن تزوره في غربته ورغم معارضات وفاء الشديدة إلا أنه عمل لها تأشيرة زيارة وأحضرها لتجاور وفاء في شقة مفروشة مقابل بيتها ، وأنها تريد التأكد أنه في عمله الذي ساعدته وفاء في الحصول عليه كي تثبته وتعطيه ثقة بنفسه بأنه رجل متميز ومسؤول عن أسرتيه لكنه لم يقدر ذلك واصر على إحضار زوجته الأولى .
عانت وفاء كثيراً من صدمة كبيرة تهاوت فيها أحلامها ، وبدى لها رجل آخر خدعها بحبه وعدم وفائه له ،وهو يعرف أنها لا يمكنها الإبتعاد عنه وتريده، كما أية إمرأة تحتاج إلى رفيق ، وصديق وزوج حبيب، يحميها من مؤثرات الزمان وطغيان مجتمع الذكور والرجال ،،كذلك هي وفاء التي وجدت في قوس كل شيء ،أخبرته وفاء أنها مثل كثيرات مثلها يحتجن الرجل حماية وآمان ،شعور بإطمئنان وإستقرار ودفء إنساني لا يمكن لأي رجل أن يعطيه للمرأة ،،مثلما تحس وتدرك هي بان قوس بالنسبة لها هو كل الرجال ، لكنه للأسف هو لم يدرك أنها كل النساء في إمرأة واحدة بل أراد أن يؤكد له خيانة مشاعرها وأنها مثل كل النساء في حياته وليس لها خصوصية ولا إستثناء أو إنفراد .
و طلب من وفاء عدم التدخل بحياته طيلة وجود زوجته الأولى وكأنه لا يعرفها ،، وأكد أنه لن يرد على هاتفها في حال إتصالها به لأن زوجته هي الأخرى تشك بزواجه من ثانية ،،لكن الأمر بدون دليل لديها وهو الذي ينفي عليها ذلك .
وأنقطع عنها خلال وجود زوجته ،ينام معها في الشقة المقابلة لبيتها،ويمر عابراً بسرعة لؤكد لها عدم إزعاجها لإنها ستكون النهاية بينهما ،فقالت له مراراً لقد هدمت حلمي وخنت مشاعري وكذبت علي ،لكنه لم يستمع لها وقال هذه أم أولادي ، و لن يلغيها لإجل عيون وفاء ،ويمكن ببساطة أن يلغيها من حياته سيما وأنها لم تنجب له أطفالاً وستبقى زوجة في الغربة فقط وأمام أهل وفاء وقال لها أنه يمكن أن يضحى بها لقاء أن تكون صورته نظيفة أمام الأولى والأهل والأصدقاء في بلده ، وأنه لا يمكن أن يخون زوجته أم عياله .
وفي أحد الأيام العصيبة بعد عتاب طويل من وفاء لخيانته مشاعرها قال لها بعنف : زواجي بك كان خطأً بالأصل ،ويجب علي إصلاحه لقد تزوجتك بلحظة ضعف ، لأني كنت وحيداً في غربة ، ووافقتي دون شروط، لكني لا يمكن أن اخون زوجتي وأقول لها عن وجودك ويضيف قائلاً دوماً :أنا أحبك على أن يبقى الأمر بيني وبينك فقط هنا في بلدك امام أهلك .
أمام هذا الرد القاسي الذي هدم كافة أحلام وفاء التي بنتها مع قوس ،،بقيت وفاء أمام مفترق طرق ما بين عشقها لقوس وحبها الكبير له والذي قابله هو بالنكران والوعيد والتحذيرإذا ما تدخلت بحياته مع زوجته الأولى الذي وصف حياته معها أنها خط أحمر خطر لا يقترب منه أحد ،، وما بين كرامتها وعزة نفسها وأسلوبه السلبي أمامها ونفيه لأية إجراءات تنصفها أما م هذا الوضع المؤلم المأساوي الذي تعيشه وفاء إذا ما بقيت إمرأة قوس الأولى تهدد حياتها التي تلونت بالمرارة والقليل من العسل الذي يقف خلفه خلية من دبابير خطرة لا ترحم قلبها ولا أحاسيسها،،ما زالت صديقتنا وفاء حائرة أمام مفترق طرق ،،لكنها تنتظر القدر وحكمه بنهاية مصيرها مع قوس الذي تنطبق عليه صفة النصب والإحتيال على قلوب النساء القوارير ،،بكل معانيها وابعادها دون أن يكون عند أي جهة دليل لتدينه أو تحاكمه ، لكن وفاء أدركت أن الإرتباط بالرجال بالزواج في مجتمعنا يجب أن يكون عن طريق الأهل ووفق العادات والتقاليد والسؤال المستفيض عن الرجل قبل الزواج به لإن الرجال صناديق مقفلة ،إذا ما فتحت على مصراعيها للجميع تبقى أسرار دفينة لا يكتشفها إلا من تعمق بها وقرأ التاريخ الخاص بالرجل منذ طفولته كي يبنى عليه حكماً ،يمنح له الحق بعدها بالأرتباط بمرأة أو فتاة قليلة التجارب تخدع بسرعة بحجج الحب الكاذب الملون بالخداع كي يصل الأخر إلى قلب المراة التي تقف صامتة مسلوبة الإرادة أمام عواطفها وحبها لرجل دون أن تدرك بعقلها أهمية التعرف على حياتها السابقة بكل إسهاب وتباطؤ كي لا تقع في مشكلة مثلما وقعت بها وفاء التي أصاب قلبها العمى حين أحبت قوس دون دراسته جيداً .