منتدى ابن امسيك للثقافة
انت غير مسجل
تفضل بالدخول او التسجيل معنا
منتدى ابن امسيك للثقافة
انت غير مسجل
تفضل بالدخول او التسجيل معنا
منتدى ابن امسيك للثقافة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى ابن امسيك للثقافة

منتدى ابن امسيك للثقافة يرحب بكم
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 كتاب آلام من نسيج خاص لحازم خيري

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حازم خيري
عضو فعال
عضو فعال
حازم خيري


عدد الرسائل : 100
نقاط : 28690
تاريخ التسجيل : 11/04/2009

كتاب آلام من نسيج خاص لحازم خيري Empty
مُساهمةموضوع: كتاب آلام من نسيج خاص لحازم خيري   كتاب آلام من نسيج خاص لحازم خيري Emptyالجمعة سبتمبر 10, 2010 11:52 am

آلام من نسيج خاص

حازم خيري




إلى
إدوارد سعيد
صديق العقل والقلب





ما إن ينأى الإنسان
عن البشر، حتى تأتي الرياح
لتقول له أشياء أخرى
وتفتح أذنيه
وعينيه على أشياء أخرى

رفائيل البيرتي




قائمة المحتويات

مقدمة.

الفصل الأول: إشكالية الوافد والموروث في الثقافة العربية

الفصل الثاني: فلسفة الضرار واقع كارثي

الفصل الثالث: أوهام بعضها فوق بعض!

الفصل الرابع: عم صباحاً يا معلم! (رسالة إلى إدوارد سعيد)

الفصل الخامس: من تاريخ الاتجار بالذات الفلسطينية

الفصل السادس: ملاحظات حول مؤتمر "الفلسفة وحقوق الإنسان"

الفصل السابع: الانحطاط الأخلاقي في مجتمعاتنا

الفصل الثامن: أبطال عظماء أم باعة لصكوك الحرية

الفصل التاسع: مشكلة الموت في الثقافة العربية



مقدمة

هذا الكتاب يضم مجموعة من المقالات في فكرنا الأنسني، كنت قد نشرتها ـ خلال الشهور الماضية ـ على الانترنت، في تواريخ ومواقع متفرقة. غير أني رأيت أن أجمعها بين دفتي كتاب، على أمل أن تجد في المستقبل ـ أظنه البعيد (!!) ـ من يلتفت إليها ويحرص على تثمينها.

خنوثة التخلف العربي تُحتم في رأيي التمكين للفلسفة في ثقافتنا!

من هنا، يأتي حرصي على المُضي قُدماً في جهودي الرامية لتأسيس مدرسة أنسنية في الفكر العربي، كخطوة أولى واعدة على طريق بناء صرحنا الفلسفي. مقالاتي التي أنشرها من حين لآخر، ومنذ سنوات، على الانترنت، أهدف بها إلى تزخيم رؤيتي المُقترحة للفكر الأنسني.

هذا الكتاب، وعنوانه "آلام من نسيج خاص"، يضم مجموعة مقالاتي الأخيرة والتي أتشرف بنشرها مُجتمعة ـ ولأول مرة ـ، في ذكرى رحيل أستاذي إدوارد سعيد. علماً بأني انتهيت في السنتين الماضيتين من كتابين: "مقالات في الفكر الأنسني" & "تهافت الآخر".

حازم خيري
سراي القبة/سبتمبر 2010









الفصل الأول
إشكالية الوافد والموروث في الثقافة العربية

"الحرية هي حرية العقل والقلب"
نهرو

علمنا التاريخ أنه ليس ثمة حرية حقيقية لأولئك الذين يقاسون باستمرار مرارة الحاجة! ونظراً لوجود الكثيرين في ربوعنا الطيبة ممن تنقصهم ضروريات الحياة يفكر معظم اصحاب الرأي عندنا في الحرية باعتبارها رفعاً وتحسيناً لحظوظ هؤلاء الناس! بيد أننا معشر الأنسنيين نسمح لأنفسنا بمخالفة هذا الرأي!

إن رفع وتحسين حظوظ المحرومين في عالمنا العربي ـ إن هو حدث ـ لا ينسخ، ولا ينبغي له أن ينسخ، حقنا الاصيل في التمتع بحرية العقل والقلب، باعتبارها الضمانة الوحيدة لادامة انعتاقنا من الحيوات الذليلة التى تحياها شعوبنا منذ مئات السنين والتى لا تليق بصيغتنا البشرية ولا تفي بما أراده الخالق لنا.

لنتأمل مثلاً ما ترتب على استغلال الثروة النفطية على نطاق واسع فى بعض دول عالمنا العربي التى حبتها الطبيعة باحتياطيات نفطية ضخمة، سنجد أن العائدات المالية الكبيرة التي تدفقت ـ ولا تزال تتدفق ـ إلى خزائن تلك الدول النفطية لم تُسفر ـ ويا للخجل ـ سوى عن استحداث صنف جديد من الدول العربية، وهي دول عربية غنية ومتخلفة!! تتمتع شعوبها، ومن في معيتهم من مواطنينا، بأنماط معيشية مُفرطة في الرفاهة المادية، جعلتهم مضرب الأمثال في الاعتمادية والتكالب الاستهلاكي! وهو ما يعضد محاجتنا المُشار إليها تواً!

من هنا، قارئي الكريم، أراني قانعاً بأهمية تخصيص هذه المقالة لمناقشة إشكالية الوافد والموروث في ثقافتنا العربية الاسلامية(1)، وتقييم مدى كفاءة الخيارات المطروحة للتعاطي معها، وذلك ـ بالطبع ـ في ضوء رؤيتنا المُقترحة للفكر الأنسني، على امل تزخيم مُحاجتنا وكذا الاسهام في تفكيك الاشكالية..
الوافد والموروث..خياران أحلاهما مُر!

إن أسس البحث العلمي الحقيقي لا يمكن إرساؤها إلا على صخرة الحقيقة، ومن حسن حظنا ـ معشر العرب ـ انه رغم أن الحقيقة قد تُطمس من وقت لآخر، فانه لا يمكن ابداً اطفاء نورها! ولسوف، قارئي الكريم، أبدأ بحثي هذا بعرض وافٍ وموجز لإشكالية الوافد والموروث في ثقافتنا العربية الاسلامية!

في مؤلفه القيم "القوى العظمى: التغيرات الاقتصادية والصراع العسكري من 1500 إلى 2000"، وفي إطار تحليله لتطور النظام العالمي في العصور الحديثة، أكد بول كنيدي أن انسحاب الولايات المتحدة السريع من الالتزامات الخارجية بعد عام 1919، والتوجه الانعزالي الروسي تحت حكم البلاشفة، أفرز نظاماً عالمياً لا يرتبط بالواقع الاقتصادي الجوهري، بصورة غير مسبوقة.

فرغم ضعف قوة بريطانيا وفرنسا إلا أنهما كانتا في بؤرة المسرح السياسي! ولكن تعرضَ وضعهما في ثلاثينيات القرن العشرين لتحديات دول ناهضة عسكرياً كإيطاليا واليابان وألمانيا، حيث كانت الأخيرة عازمة على السعي الأكيد نحو فرض هيمنتها على أوروبا بصورة أكبر من سعيها عام 1914.

وفي الخلف ظلت الولايات المتحدة أكبر الدول الصناعية في العالم، وكانت روسيا الستالينية ـ نسبة إلى الزعيم ستالين ـ تتحول بسرعة إلى قوة صناعية عظمى. وبالتالي تَمثل مأزق الدول الناهضة عسكرياً في وجوب توسعها بأسرع وقت ممكن إذا شاءت ألا تخضع لمشيئة العملاقين القاريين (الولايات المتحدة الأمريكية & الاتحاد السوفيتي). في حين تمثلت ورطة القوى القائمة كفرنسا وبريطانيا في مواجهة تلك الدول الناهضة، وهو ما ينهك قواها بالضرورة.

وقد أكدت الحرب العالمية الثانية، بكل ما حملته من تغيرات، على هذه المفاهيم. فرغم الانتصارات المبكرة التي حققتها دول المحور إلا أنها في النهاية لم تنجح في مواجهة اضطراب الموارد الإنتاجية التي فاقت كثيراً مثيلاتها في الحرب العالمية الأولى، واستطاعت فقط تنحية فرنسا جانباً وإنهاك بريطانيا قبل أن تخبو هي نفسها أمام القوة الأكبر، لينفتح المجال أمام حلول الثنائية القطبية في العالم، حيث سار التوازن العسكري بحذى التوزيع العالمي للموارد الاقتصادية..

تواكب ميلاد النظام الدولي، المُشار تواً إلى أبرز ملامحه، مع ميلاد الاستعمار الأوروبي الحديث، حيث خرجت القوى الأوروبية تضرب في المجهول، وعادت مُحملة بثروات العوالم الأخرى، القديم منها والجديد. بيد أن السلوك الأوروبي لم يكن آنذاك خروجاً على المألوف، فقد انخرطت معظم القوى الدولية في سلوكيات مماثلة، تراوحت ما بين ممارسة الاستعمار أو مساندته أو على الأقل قبوله، لخدمته مصالحها أو لعدم تعارضه مع تلك المصالح..!

ولأن عالمنا العربي كان أحد العوالم التى وفد إليها الاستعمار الاوروبي، لم يلبث التفاعل بين الثقافة الأوروبية/الوافدة والثقافة العربية/الموروثة أن أفرز ثلاثة تيارات فكرية بارزة ومتباينة في فضائنا الثقافي، تفاوت حظ كل منها من حيث الغلبة والأتباع، من فترة إلى أخرى، ومن دولة عربية لأخرى، طوال حقبة الاستعمار الأوروبي لعالمنا العربي. والآتي رصد موجز لهذه التيارات(2):

• التيار الأول:
رفض أنصار هذا التيار الثقافة الغربية الغازية رفضاً قاطعاً وكاملاً، باعتبار أن الوسيلة المُثلى لمقاومة الاستعمار الأوروبي ورد الاعتبار العربي الجماعي، تتمثل في التمسك بالثقافة العربية الإسلامية/الموروثة. وأرجعوا حالة الضعف والتردي، التي مكنت الأوروبيين من اختراق العالم العربي، إلى التراخي في التمسك بأهداب تلك الثقافة. فإهمالها ـ طبقاً لهم ـ نتج عنه خسارة الدنيا!

وجاءت مرحلة المقاومة المبكرة للاختراق الغربي تجسيداً لرؤية أنصار هذا التيار، حيث برزت شخصيات قيادية من أمثال الأمير عبد القادر الجزائري، والأمير عبد الكريم الخطابي (في الريف المغربي)، ومحمد أحمد المهدي (في السودان)، وعمر المختار (في ليبيا). كما برزت شخصيات مماثلة في فترة أبكر (أوائل القرن التاسع عشر) في مصر، ممثلة في مشايخ الأزهر الذين قادوا ثورتي القاهرة ضد الحملة الفرنسية، وممثلة كذلك في الثورة العرابية التي قاومت الغزو البريطاني في أواخر القرن نفسه. ومهد اندحار هذه المقاومة، رغم البسالة الأسطورية لبعض قياداتها، الساحة العربية لقبول التيارين الآخرين.

• التيار الثاني:
برغم رفضهم للاستعمار الغربي، تبنى أنصار هذا التيار رأياً مفاده ضرورة محاكاة الغرب، قلباً وقالباً، سواء لمقاومته أم للتصالح أو التحالف معه. انبهر أصحاب هذا التيار بتقدم الغرب وقوته وحيويته، مقارنة بتخلف الشرق وضعفه وجموده. ورأوا أن هذه الحالة الأخيرة للشرق مردها التمسك بثقافة موروثة عفا عليها الزمن، ولم تعد صالحة لمواكبة العصر. وأنه إذا كان للعرب أن تقوم لهم قائمة في الحاضر والمستقبل، فإن ذلك لن يتأتى إلا بالتخلص من سطوة الثقافة الموروثة، وكسر حالة الجمود التي تُشيعها في كل مؤسسات المجتمع العربي، والأخذ بدلاً منها بمحاكاة الغرب، في علمه وتكنولوجيته، وفى قيمه ومعاييره، وفى أساليب تنظيمه لشؤون الاجتماع والاقتصاد والسياسة. ومن خلال هذه المحاكاة فقط يصبح العالم العربي نداً للغرب يتعامل معه من موقع القوة!

لم تجد دعوة أنصار محاكاة الغرب في أي وقت شعبية واسعة في أي من الدول العربية، وإن وجدت لها دائماً متحدثين باسمها ومُروجين لمقولاتها. ومن هؤلاء من أخذ في دعوته وسلوكه بتقليد سطحي مظهري للغرب. ولعل الخديوي إسماعيل في مصر المثال الدرامي لذلك. ولكن منهم أيضاً من كان أكثر فهماً وعمقاً لما تنطوي عليه الحضارة الغربية، سواء في جانبها العلمي (مثل سلامة موسى)، أم في جانبها السياسي (مثل أحمد لطفي السيد)، أم في جانبها التعليمي (مثل طه حسين). واصطدم هذا التيار عادة في أذهان الناس بشبهة ممالأة الاستعمار الأوروبي سياسياً، حتى وإن كان الواقع الموضوعي غير ذلك.


• التيار الثالث:
تراوح أنصار هذا التيار التوفيقي بين رفض الغرب ومحاكاته، حيث انتهجوا مذهباً انتقائياً في تعاملهم مع الثقافة العربية الإسلامية/الموروثة، كما في تعاملهم مع الغرب وحضارته. فليس كل التراث الثقافي العربي الإسلامي خيراً وبركة، وليس كل الغرب انحلالاً ومفسدة. فمن التراث ما هو صالح لكل زمان ومكان، ومنه ما تجاوزه الزمان وتخطاه المكان، ومنه كذلك ما يتسق مع ضرورات العصر وما يدعم الهوية الذاتية، وما يضمن الاستمرارية الجماعية للأمة، ومن ثم لابد من استبقائه وعدم المساس به. ومن الحضارة الغربية ما هو علم وتقنية وتنظيم ثبت بالدليل القاطع والمُعاش تفوقه على كل ما خلفه لنا التراث، وهذا ينبغي تعلمه والأخذ به لتتوافر لشعوبنا أسباب القوة والرخاء.

يُعد هذا التيار التوفيقي أكثر التيارات الثلاث حظاً في شعبيته وقيادته خلال فترة الاستعمار الاوروبي، في أعقاب اندحار المقاومة المبكرة للأوروبيين. وكأي تيار توفيقي، تفاوتت درجة جرعة الأصالة وجرعة المعاصرة فيما يطرحه من أفكار وممارسات. ومن أبرز رواد التوفيقية الأوائل جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده وسعد زغلول في مصر، والشيخ عبد الحميد بن باديس في الجزائر، وعلي باش حانبه والشيخ عبد العزيز الثعالبي في تونس، والشيخ عبد الحميد الزهراوى وشكيب أرسلان في الشام. وظلت عناصر الصيغة التوفيقية على حالها طوال سنوات الحكم الاستعماري الأوروبي، سواء من حيث قدرتها على الموائمة بين الأصالة والمعاصرة، أو من حيث فعاليتها التعبوية لأبناء العالم العربي.

وعلى غرار الوضع إبان فترة الاستعمار الأوروبي، عجزت تيارات ما بعد الاستعمار الفكرية، عن التعاطي مع إشكالية الوافد والموروث، وعليه ظلت الإشكالية قائمة خلال فترة الاستقلال السلبي (الفترة منذ رحيل الاستعمار الاوروبي وحتى هذه اللحظة). فالفضاء الثقافي في ربوعنا لم يشهد، رغم الجهود الحثيثة لبعض المفكرين الموضوعيين، أي ابتكار لخيارات جديدة أمام الإنسان العربي!

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كتاب آلام من نسيج خاص لحازم خيري
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى ابن امسيك للثقافة :: المقال-
انتقل الى: