منتدى ابن امسيك للثقافة
انت غير مسجل
تفضل بالدخول او التسجيل معنا
منتدى ابن امسيك للثقافة
انت غير مسجل
تفضل بالدخول او التسجيل معنا
منتدى ابن امسيك للثقافة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى ابن امسيك للثقافة

منتدى ابن امسيك للثقافة يرحب بكم
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 المزواة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد اكويندي
عضو فعال
عضو فعال
محمد اكويندي


عدد الرسائل : 93
الحالة : قاص مغربي
نقاط : 32968
تاريخ التسجيل : 20/11/2006

المزواة Empty
مُساهمةموضوع: المزواة   المزواة Emptyالأحد نوفمبر 26, 2006 8:30 am

المزواة


حلت مثل غسق صيفيّ بطيء, من وراء نظارتيها تبرق عينان سوداويتان واسعتان جامد تان, كأنهما لسمكة ميتة , غار عنهما ماء البحر.
في الوقت الذي كنت أصغي فيه إلى الرجل الجالس إ زائي, و هو يهاتف صديقه :"إلحق بي إنني بالمقصورة ما قبل الأخيرة". في حركة بطيئة و خجولة حشرت ساقها بين رجلي الممدودتين. قبالتي كانت تجلس . لأن جار سفرنا كان يحجز المقعد الرابع لصديقه, الذي تمنيت في قرارة نفسي ألا يلتحق به, لا لشيء إلا أن يبقى وضعنا ثلاثيا يشكل خطوط التلاقي كمثلث , أو زاوية للتعاطف ,الذي صنعته اللحظة: امرأة عيناء, و رجل يترقب أنيسه, و أنا..أنا.. المحموم بحرارة... لك أن تد رك حرارة جسدها المحموم المشتعل بجذ وة الأنوثة المتقدة ها هي تسري , وتلهب ذ كرياتي..كلما مدت جيد ها الطويل يبرز الصدر و يظهرالثدي ذو البرعم المحمر مسحت عينيها الباسمتين لتسكب مزيدا من الوقت , حتى تأكل عيناي هذه الفاكهة الناضجة في تلذ ذ و تأن.. تحس ذلك فتتورد خدّاها خجلا.. ها أنت أمام‹ الفتنة: جسد. بياض. خريطة. إغواء. تهفو للملامسة. تقدم وأيقظها›, أيها المح....م...و....م. بحرارة الجسد.
انسكاب التدفق المرح للجسد الفاتن فوق مقعد المقصورة , يطغي على موسيقى الهاتف النقال((فاتت جنبنا)) لكن الخطوط التفاعلية تبقى إياها مهما ألح الهاتف من الطرف الأخر .. و كأنه بهذا الإلحاح يود تد مير ماكونته مخيلتي من الخطوط , أو الأبعاد التفاعلية كخلفية صامتة لا تظهر جوهر العلاقات بيننا فحسب ,بل استعملها عن قصد و تصميم لأحدث العلاقة التي أرغب فيها حتى أجعلها ألفة فمن أحب – طبعا- وكذلك الزاوية المرغوب فيها عند الإنصراف, كأني بها تقرأ أفكاري , و لإحباط كل هذا التخطيط جعلت فتحتي فستانها تكشف عن فخد مكتنز, يشع بياضا كـأنه فلقة بد ر تنأى بنفسها بعيدا عن غيوم سوداء, هو سلاح لإرباك مخططي, فهي تنسى الآن, أنها في وضع تفاوضي معي وجها لوجه, نشكل ضلعا قائما, و وضع مجالسنا الضلع المنبسط , و عليه يكون رسمنا زاوية قائمة . حتى وضع جلستها يحاكي هذه الزاوية , كأنها تود استقبالي بالقدمين بدل اليدين ربما …
ما كنت أخشاه حقا التحاق صديق مجالسنا .. منذ صعوده بالمحطة(.....) و هو يشغل مقعدين لوحده واضعا رجليه
أماما فوق المقعد الشاغر.
أحيانا ما أصل إلى إقناع نفسي بأن البلاهة تسمى(زاوية قائمة) و إن أصر الرياضيون الأوائل بأنها(قناع), و أحيانا أخرى أنساق مع الفلكيين الذين ينعتونها ببرج السنبلة حيث الشهوة على أتمها في الغسق الذي يستطيع فيه الذكر أن يأكل الأنثى .. أحمر وجه المرأة و أشاحت بوجهها في اضطراب , كأنما آترث أن تهرب من هذا المأزق الحرج. في خفة أخفت برعم ثديها, و حدجتني بعينيها, و كدت أبوح لها بأن لذة الجسد هي أصل كل سعادة و تفكير حكيم, و ان أفكاري كلها قد جد لها خيط واحد ألا و هو الجسد.
أطل بكابه الطويل , ثقب تذاكر سفرنا الثلاث, مخلفا وراءه صرير باب المقصورة, كأنه بهذا أفسد اللعبة , و أشعرنا بإيقاع القطار المتباطئ و اهتزاز عرباته , لملمت المرأة أذيال فستانها , مدت يداها واقفة لسحب حقيبتها الجلدية. في الوقت الذي همت لجذب باب المقصورة , كأن شاب من الخارج يساعدها على ذلك( و به) تكون زاوية جلوسنا قد غيرت رسمها, انصراف المرأة فدخول الشاب ،وشغله المقعد المحجوز .... لتوّه استيقظ رفيق سفرنا من غفوته باحثا عن فردة نعليه .
استأنف القطار سيره , و بدأت الهدهدة تستحوذ عليّ و تستدرجني إلى تلك الخطوط , لأجد نفسي نقطة في الطرف بدل كوني نقطة ارتكاز .... بفضول زائد ,أزاح الشاب ستارة النافذة , و ظهرت أنوار المدينة وسط الظلمة الحالكة خطا مستقيما, ومرسوما بآلاف النقط , المضاءة مع إنعطافة القطار سطع ضوء ساعة برج محطة الوصول التي , رسمت عقاربها زاوية ا لمغاد رة.
-محمد اكويندي-
نشرت بمجلة فكر ونقد عدد أكتوبر 2006
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المزواة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى ابن امسيك للثقافة :: منتدى القصة و الرواية-
انتقل الى: