أصيلة هذا المساء رمادية الحسن
(إلى الشاعرين إدريس علوش و كريم حوماري )
أصيلة هذا المساء
رمادية الحسن زفت لليل سقيم
أراك تصبين جمرة وقتك في لوعة الماء والملح
تلتقطين المحار المزركش للقطاء العديدين
بحر قديم
يعاند صخرة صمتك دون اكتراث
سواد على شارع متعب قانط
يستفز فضولا لمارين في عجل نحو
آخر حفل لتدشين ساقية للدموع
هو البحر نجوى خرافية اللحن ؛ إيقاع
إبريق شاي قديم ؛ بكاء عصافير
مرعوبة في الظلام ... كلام يجر كلاما
على رقصات الشموع ...
أصيلة لم ترتد الآن أجمل أحزانها
كي يضاجعها الفقراء الدراويش
عند انتحار الغيوم
أراك تعدين أطفالك الشعراء
على صخرة أنضجتها مياه الكروم
هم الآن بين الأزقة تاهوا
يصلون للقمر المتأنث
وقت انزياح المراكب في قلق اليم
يرتشفون الشاي عند محطات
حلمهم المتكاسل وقت اندلاع
الحرائق فوق الفراش اللئيم
أصيلة سيدتي المصطفاة
لك الله في وطن وثني
له ألف أذن
وقنطار أنف
وقنطار عين
وثغر يوزع في كل ثانية
بسمات الغواية دون مقابل
عند التحام الفضول بمكر المغول
أراك تكادين تستنجدين بفارسك
الغجري وقد شاب عشقك للشمس
تلك التي تترنح بين التخوم
أصيلة حلم جميل
يرتب في داخلي شهوات النسيم
ويقذفني عسلا ذاب
في سكرات الأصيل
على نغمات رباب قديم
أصيلة صبوة عاشقة
لأريج النخيل
وجمرة نهد توسد
لوعة ماء غدير كسول
ولحظ غزال صغير
يراقب غزو الفراش لزهر الكروم
أصيلة هذا المساء
رمادية الحسن زفت لليل عظيم
أراك تبثين شوقك للحوت
وهو يغازل صنارة لعجوز
تجعد وقته في طبق من هموم
أراك على معبد الحب تنتحبين
وقد غادرتك الطيور الرشيقة
في غفوة الشمس نحو سكون الحقول
تعضين ميناءك المتسكع في الشط
وهو يحطم أحذية المعجبين
وكل لوازم صيف سقيم
سواد بهيم
جمال بهيم
وليل ثقيل جميل
وتلك الكآبة منحوتة في
الممرات والواجهات ترحب
بالغرباء على مضض والسكارى
وباعة نعناعك الذهبي
وهذا الجمال البهيم السقيم الرجيم
ينظف أورام كل النجوم
لك الله سيدتي
كم ستستحملين من الزهر
والشجر المتمايل والحجر المتفتت
والطير والعطر والمارة المتكلسين
وباعة تلك العجائب والشعراء
وأغلى الكلاب وكل الخلائق
قبل اغتيالك ذات مساء خجول
لك الله كم ستملين سيدتي
من فصول تحث الخطى في وجوم
أصيلا