ابن امسيك عضو فعال
عدد الرسائل : 1310 نقاط : 35652 تاريخ التسجيل : 17/05/2007
| موضوع: الفكر النقابي والمسألة الاجتماعية/الزهرة الغلبي الخميس فبراير 25, 2010 10:48 am | |
|
الفكر النقابي والمسألة الاجتماعية
الزهرة الغلبي
نظمت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل مائدة مستديرة حول " الفكر النقابي والمسألة الاجتماعية" بمشاركة عدد من النقابيين الكونفدراليين والأساتذة الباحثين ، وذلك يوم الجمعة 19 فبراير 2010 بالمقر المركزي بالدار البيضاء.
وقد افتح هذا اللقاء من طرف محمد عطيف عضو المكتب التنفيذي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل الذي أشار في كلمة بالمناسبة إلى أن هذا اللقاء يأتي أولا على هامش مشاركة ك.د.ش في المعرض الدولي للنشر والكتاب ، وهي مناسبة للقيام ببعض الأنشطة والندوات الفكرية التي تدخل في إطار الرفع من مستوى النقابيين والمناضلين الفكري، وللرفع من مستوى النقاش وتوحيد الرؤي تجاه مختلف القضايا الاجتماعية و الاقتصادية والسياسية . كما يأتي في إطار التفكير الجماعي في تفعيل المركز الكونفدرالي للدراسات والبحث .
بعد ذلك انطلقت أشغال المائدة المستديرة برئاسة الدكتور شعيب حليفي الذي ثمن اللقاء، مشيرا إلى أننا نريد أن يكون حلقة للنقاش و حلقة للتفكير المتأني والعميق حول الثوابت التي نادى بها المناضلون والمفكرون ضاربا المثال بالشهيدين المهدي بن بركة وعمر بن جلون .
لينتقل بعد ذلك للحديث عن شرعية الفكر النقابي المغربي ويطرح التساؤل عن طبيعة الفكر النقابي داخل المغرب ، بعد ذلك تحدث عن تجربة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل من أجل فتح النقاش كأرضية للتوجه نحو المستقبل . كما استحضر النقاشات التي كانت تهم الحركة النقابية والمرحلة الأكثر ثراء في عهد النقابات واعتبر كلمات فاتح ماي والبلاغات ، والبيانات والندوات الفكرية ، التي قامت وتقوم بها الكونفدرالية الديمقراطية للشغل عبارة عن فكر نقابي غني ، أكثر من ذلك ذهب إلى اعتبار المفاوضات الجماعية والحوار الاجتماعي فكرا عماليا ،يجد صداه في أرض الواقع ويبحث عن الأشياء في المستقبل مقدما تجارب تستند على معطيات تاريخية ومنطقية.
ليختم بطرح سؤال حول ماضي المغرب ومستقبله من خلال الفكر النقابي و ليعطي الكلمة مباشرة للأستاذ نور الدين السعودي ، والذي بدوره ركز على عدة نقاط في مداخلته تناول من خلالها الفكر النقابي والمسألة الاجتماعية، حيث ذكر بداية بنشأة العمل النقابي خلال أواخر القرن 19 وربطه بالثورة الصناعية في بريطاينا والطفرة الديمقراطية والتحولات السياسية والفكرية التي عرفتها ألمانيا المشخصة في الحزب الاشتراكي الديمقراطي والذي كان له حضور عمالي قوي، والتجربة الأخيرة هي الفرنسية والايطالية التي ربطها بالفكر الفوضوي ، أما بالنسبة للتجربة المغربية فهي مستقاة من التجربة الفرنسية بحيث اعتبرها فكرا سياسيا يرمي إلى التغيير الذي تولد عنه تأسيس الاتحاد المغربي للشغل كأول ميلاد نقابي داخل المغرب .
كما تحدث عن التوجه الإصلاحي للنقابة ودورها في التغيرات التي كانت تعرفها الساحة السياسية واعتبر أن الكونفدرالية الديمقراطية للشغل جاءت نتيجة الحركة التصحيحية التي عرفتها البلاد آنذاك .
كما تطرق في مداخلته لعلاقة الحركة النقابية بالسياسة من خلال ثلاثة نماذج : النموذج الماركسي الذي يجسد سيادة الحزب على النقابة ، والنموذج البريطاني الذي اعتبر أن الحركة النقابية هي التي خلقت الحزب، ثم النموذج الثالث الفرنسي و الذي يمثل النقابة الثورية التي مزجت بين الفكر الفوضوي والاتجاهات الاشتراكية تفاعلية .
وقارب الباحث التحولات التي عرفها العمل النقابي رابطا إياها بالأنظمة السياسية سواء كانت ليبرالية أو اشتراكية، أو رأسمالية، ليتحدث عن عنصر آخر في التحولات وقد ربطه بمأسسة النقابات من خلال تمثيلتها في عدة هيئات ومجالس بحيث أصبحت لها أدوار متعددة تتجاوز ما هو عمالي ضاربا المثال بالمجلس الاقتصادية والاجتماعي، كما تحدث عن التحولات التي عرفها العمل النقابي وعلاقته بالأنظمة الرأسمالية كالنظام الأمريكي .
لينتقل ويركز بعد ذلك على الفكر الفرداني الذي أصبحت تعيشه النقابات بافتقاده للصفة الشمولية التي تعمل على نجاح النقابات وتقويتها حيث قدم بعد ذلك مقاربة عرف من خلالها العملية التأثيرية بين النقابة والمقاولة والعولمة، وليختم بضرورة تفعيل دور الحكامة والقوة الإقتراحية التي توجد لدى النقابات الأكثر تمثلية .
في كلمة الأستاذ الطاهر المحفوظي الذي عبر في بداية كلمته عن افتخاره بكونه كان وسيضل ابن النقابة العتيدة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، تحدث عن اللبس الذي أصبح يعرف داخل البلاد ووقف في مداخلته على النقابات الصفراء والتي وصفها بالميوعة، وتحدث عن الفكر النقابي سابقا مستشهدا هو الآخر بعمر بن جلون و المهدي بن بركة ، واستحضر ضرورة تفعيل الدور الفكري للمثقفين وحثهم على ضرورة الأخذ بعين الاعتبار الفكر النقابي داخل أجندتهم السنوية مستحضرا المحطات النضالية التي قامت بها الكونفدرالية الديمقراطية للشغل.
بعد ذلك تدخل د/ محمد فلاح العلوي الذي استحضر إضافات ألبير عياش في الفكر النقابي وتحدث عن الحاجة إلى تدوين حركات النقابيين وغربلة الكتابات الموجودة، كما تطرق إلى ضرورة خلق نوع من التجديد بشهادات فاعلين في الميدان، كما أشار إلى إشكالية الندرة المعرفية في الحقل النقابي أمام الوجود الغزير للفاعلين النقابيين. والبحث في منعطفات وخطوط النشاط النقابي ليطرح التساؤل حول المسائل التي جعلت الشخص النقابي يغير من مساراته وخططه .
بعد ذلك فتح النقاش فتدخل عدد من النقابيين كانت البداية مع محمد الفلاحي الكاتب العام للاتحاد المحلي بالدار البيضاء الذي أكد على ضرورة التمييز بين الفكر النقابي والفكر العمالي واعتبر المانوني وألبير عياش أهم رواد الفكر النقابي ، من خلال إنتاجاتهم الفكرية . بعد ذلك تدخل خليل بن سامي المنسق الوطني للنقابة الوطنية لاتصالات المغرب ، تحدث بداية عن أهمية الفكر النقابي حيث أثار مسألة ظروف نشأة العمل النقابي خاصة في دول العالم الثالث وربط العمل النقابي بالبعد الاجتماعي والاقتصادي الصرف داخل العالم الثالث والذي ربطه بالعولمة أو ما يسمى بالكوكبة .
ليتدخل بعد ذلك محمد ندير عن قطاع المالية ، الذي ربط العمل النقابي بالتحول التاريخي الذي يعرفه العالم وبتغيرات العالم الاقتصادي، كما ربط تحولات المسألة الاجتماعية بالتحولات الاقتصادية من خلال المرور من القطب الواحد المتمثل في الولايات المتحدة الأمريكية إلى الأقطاب المتعددة، توالت بعد ذلك المناقشات و التي كانت تصب في اتجاهات مختلفة مكملة لبعضها البعض، ليتم تقديم الخلاصات الأولية من قبيل أحمد أخميس عضو اللجنة الإدارية للكونفدرالية الديمقراطية للشغل ، وختم اللقاء من طرف محمد عطيف الذي أكد على ضرورة تعميم مثل هذه المبادرات على جميع القطاعات الكونفدرالية.
نادي القلم المغربي
| |
|