وكما أن الانسان تزيد حاجته للعمل كلما ارتقى في سلم المعرفة، فكذلك المجتمعات كلما ارتقى نظامها الأخلاقي والفكري وتعقد، ازداد شعورها بالحاجة لتزويد نشاطها المتزايد بغذاء جديد. مجتمعاتنا العربية لا تستطيع أن تقنع بما انتقل اليها من تراث أخلاقي! يجب أن تنقد وتُطوِر، وتفتح آفاقاً جديدة في هذا الميدان(19).
هل يمكن مناهضة الانحطاط الأخلاقي في مجتمعاتنا؟
قد تكون الميزة الوحيدة للانحطاط الأخلاقي في مجتمعاتنا العربية، أن الباحث لا يجد صعوبة أو حتى حاجة لاثباته، فهو يتحدث عن نفسه، في جرأة!
لذا، أستأذنك قارئي الكريم في القفز مباشرة إلى مناقشة مدى إمكانية مناهضة الانحطاط الأخلاقي في مجتمعاتنا، خاصة وأنه يلتحف الهوس الطقوسي!
الحقيقة أن هناك إمكانية نظرية لمناهضة الانحطاط الأخلاقي في مجتمعاتنا، عبر تمكين محبي الحقيقة، أعني الفلاسفة، لا فلاسفة الضرار المُشار إليهم سلفاً، من الاسهام في نقد وتطوير ميدان الأخلاق، ومن ثم الاسهام في التمكين للرقي الأخلاقي في مجتمعاتنا العربية، دون التخلي عن الوازع الديني، ودوره الأصيل!
لكن الأمر يختلف كثيراً على الصعيد العملي، إذ يعمد تجار الآلام من محترفي التبرير الديني، وفلاسفة الضرار، للتشكيك في إمكانية التثمين المتبادل أو مجرد التعايش السلمي، بين الجهد الفلسفي والوازع الديني، في ميدان الأخلاق! وليس لنا أن نتصور أن هذا التشكيك محض حماقة، وأن تجار الآلام، من محترفي التبرير الديني، وفلاسفة الضرار، وهم كُثرُ، مجرد مجموعات عشوائية، يُمكن أن يُنال منها بسهولة، وأن يُقوض نُفوذها وسُلطانها! لا، الأمر أعقد وأخطر بكثير!
تُجار الآلام من محترفي التبرير الديني، وفلاسفة الضرار، ليسوا إلا حلقة في سلسلة الآخرية العربية(20)! ومن الحماقة والغفلة رميهم بالعشوائية والتخلف!
أعني بالآخرية العربية هنا، النخب الحاكمة(بوصفها رأس الزاوية في الآخرية العربية)، ونخب الظل (أو النخب البديلة، ومعظمها يُجاهر بالسطو على الأديان)، والأخيرة هي الأكثر تكريساً لانحطاطنا الأخلاقي(21)، لأسباب منها:
1. استخدامها المُستدام واللاأخلاقي للاسلام(سواء كأصل ديني أو كحضارة كاملة)، في لعبة المُزايدة والمُناورة، وعدم وجود سقف لهذا الاستخدام! على خلاف النخب العربية الحاكمة، التى لا تُفرط في المُزايدة على ورقة الدين، فجرابها ملآن بأوراق، كالقومية العربية، والمصلحة الوطنية..الخ
2. مُجاهرتها بحتمية الخلط بين الأصل الديني للاسلام وبين الاسلام كحضارة كاملة، ومن ذلك ترويجها للربط بين الولاء للاسلام كديانة، والولاء للحاكم المسلم، في حين تكتفي النخب العربية الحاكمة بالتطبيق العملي لذلك!
3. طنطنتها بالوصاية على الاسلام كحضارة كاملة، ومناهضتها لمحاولات نقد وتطوير هذه الحضارة، بزعم صيانة وحماية الأصل الديني للاسلام! وهو نفس ما تفعله النخب الحاكمة في هدوء، عبر فلاسفة الضرار، ومحترفي التبرير الديني! فلهذه النخب أيضاً من يُدافع عن وصايتها على الاسلام..
4. تغلغلها وانتشارها في الشارع العربي، واستحواذها على تعاطف السُذج! ومن ذلك نجاحها المُبهر في إشاعة الهوس بالطقوس الدينية، واعتبارها إياه تظاهرة إسلامية، تُبرز قوتنا معشر المسلمين، ويُباهي بها الله ملائكته..
5. لا أخلاقية الغالبية العظمى من كوادرها، فغالباً ما يتم تصفية الشرفاء منهم على يد النخب الحاكمة، لرفضهم الدخول في لعبة المُزايدة والمساومة! تتشابه نخب الظل في لا أخلاقية الغالبية العظمى من كوادرها، مع النخب الحاكمة، بيد أن الاختلاف، ربما الوحيد، هو أن القاعدة العريضة الساذجة في نخب الظل(22)، تتأثر بكلمة "الدين"، بنفس القوة والحماسة، التى تتأثر بها القاعدة العريضة في النخب العربية الحاكمة بكلمتي "السلطة" و"المال"!
قارئي الكريم، ذكرت سلفاً قناعتي بوجود إمكانية نظرية لمناهضة الانحطاط الأخلاقي في مجتمعاتنا، عبر تمكين محبي الحقيقة، أعني الفلاسفة، من الاسهام في تزخيم التربية الأخلاقية، ومن ثم الاسهام في التمكين للرقي الأخلاقي في مجتمعاتنا العربية، دون التخلي عن الوازع الديني، ودوره الأصيل! وهو أمر لا تمل الآخرية العربية/المحلية مناهضته والحيلولة دون حدوثه، ولسوف أجتهد في السطور التالية، لقراءة أفكار هذه الآخرية الآثمة في مناهضتها الدؤوبة والمُستدامة لاستعانة مجتمعاتنا بجهد محبي الحقيقة، في التمكين لمكارم الأخلاق.
لابد أن الآخر العربي/المحلي(المدعوم من الآخر العالمي والآخرالاقليمي)، يعي جيداً خطورة دعوتنا للاستعانة بالجهد الفلسفي في مكافحة جائحة الانحطاط الأخلاقي في مجتمعاتنا العربية! يعي انطوائها على تهديد، لمكاسبه، بل لوجوده!
الاستعانة بالجهد الفلسفي، في تزخيم التربية الأخلاقية، تراه الآخرية العربية/المحلية، سابقة خطيرة، وغير مأمونة العواقب، كونه: 1ـ يفتح الطريق أمام شعوبنا للمطالبة بمساواتها ببقية شعوب الأرض، والسماح لها بالنضال من أجل الحقيقة، أي بالتفلسف! 2ـ يُمهد لزوال الحاجز النفسي أمام الاشتغال بالانسانيات(كالفلسفة، والتاريخ، والسياسة، والفن،..الخ)! 3ـ والأهم هو أنه يفتح أبواب الحرية أمام أبناء ثقافتنا العربية، لاستعادة حقهم المشروع في نقد وتطوير ثقافتهم! ربما لأول مرة، منذ بعثة النبي محمد(ص)، وميلاد حضارتنا الاسلامية!
وتلك أمور إن حدثت، ستُسفر بدورها عن تداعيات لا تقل عنها ثورية، كحرمان الآخرية العربية/المحلية، بنخبها الحاكمة والبديلة، من مواصلة السطو على الأديان، وعلى المشاعر الجماعية الأخرى، كالقومية العربية، وحب الوطن..
الآخرية العربية/المحلية، مُطالبة إذن بالدفاع عن مكاسبها، بل الدفاع عن وجودها! تخويف البسطاء على خصوصيتنا الثقافية، وميراثنا الأخلاقي، الضارب في أعماق التاريخ، سلاح رئيسي في حوزة الآخر العربي/المحلي، أظنه لن يُفلته!
إننا نولد وننشأ في بيئة ثقافية بعينها، لم نخترها، نظل أسرى لها، لسنوات طويلة، فطفولة الانسان واعتماده على أبويه، تظل هي الأطول والأكثر إرهاقا للأبوين، مقارنة بطفولة الحيوان، ولذلك حكمة بالطبع، وهي أنه مؤهل للاضطلاع بما لا يضطلع به الحيوان، وهو نقد وتطوير ثقافته، التي نشأ وعاش في كنفها!
يعني ذلك أن الانسان ينبغي له أن يُعد خلال سنوات اعتماده على أبويه، لهذه الفتوحات المُطالب بإحرازها في نقد وتطوير ثقافته، خاصة في شقها الأخلاقي! فضول الانسان الحاد ونزوعه الغريزي للاستكشاف، لا ينبغي وأده أو تسفيهه، وإنما نحن مُطالبون بتثمينه وتزخيمه، لئلا ينشأ الانسان عاجزاً عن نقد وتطوير ثقافته، فيعمد إما إلى الوقوع في عبودية التكرار التقليدي، أو انه يستبدل بثقافته التي نشأ في كنفها ثقافة أخرى، على نحو ما نرى في مجتمعاتنا المتخلفة!
أقول هذا لتعلم قارئي الكريم أن دعوتنا للاستعانة بالجهد الفلسفي، في تزخيم التربية الأخلاقية لشعوبنا، كفيل بلجم، بل محو، انحطاطنا الأخلاقي! وهو ما يعني تثمين خصوصيتنا الأخلاقية، لا التخلي عنها والذوبان في ميعان أخلاقي، يُناقض تراثنا الأخلاقي، لمجرد شيوعه في مجتمعات تسبقنا في الرقي المعرفي!
الحرية تعني العري، والشذوذ، والزنا، والتجديف في المقدسات، والانفلات الأخلاقي، وشيوع الموبقات! مُغالطات لم ينفك الآخر العربي الآثم يُروج لها..
سلاح آخر أتوقع أن الآخر العربي/المحلي، لن يتردد في استخدامه، كعادته دائماً، لتسفيه دعوتنا للاستعانة بالجهد الفلسفي في مكافحة جائحة الانحطاط الأخلاقي في مجتمعاتنا العربية! سيزعم الآخر العربي/المحلي، أن الحل الوحيد هو تجديد الخطاب الديني، والتمكين لمكارم الأخلاق، عبر تقوية الوازع الديني!
مُزايدة رخيصة، لأسباب عديدة، أذكر منها: 1ـ أن تجديد الخطاب الديني، ينهض به، في الغالب، بحكم الضرورة العملية والواقع القائم، تُجار الآلام من محترفي التبرير الديني، وهم مجرد حلقة في سلسلة الآخرية الآثمة! 2ـ أن تجديد الخطاب الديني، لن يتجاوز بحال تقوية الوازع الديني لدى الأفراد، عبر استبدال الترغيب في إتباع المسالك الشرعية، بالترهيب والتخويف من عذابات يُذيقنا الله إياها. وهو ما يعني أن تظل البنية التحتية الأخلاقية، على خوائها الراهن. 3ـ أن تجديد الخطاب الديني، إن هو حدث، لا ينبغي له أن يجُب الاستعانة بالجهد الفلسفي في مكافحة جائحة الانحطاط الأخلاقي في مجتمعاتنا! لعدم وجود تعارض يُذكر، علاوة على إمكانية التثمين المتبادل بين الجهد الفلسفي والوازع الديني!
وأخيراً، قد يعمد الآخر العربي/المحلي، كعادته دوماً، إلى خلط الأوراق، فيُبدي عدم ممانعة لدعوتنا، ويعمل في الوقت نفسه على تفريغها من مضمونها، بأن يستعين بفلاسفة الضرار، رغم تهافتهم وعقمهم الفلسفي، على نحو ما يحدث في كثير من الأحيان، بهدف تضليل السُذج، وإيهامهم عدم محاربته للفلسفة..
فلاسفة الضرار كُثرُ في دوائرنا الفكرية والأكاديمية، غير أني لم أقع على جهد فلسفي، يرقى أو على الأقل يقترب في ثقله وزخمه المعرفي من جهود محبي الحقيقة(الفلاسفة)، في المجتمعات التي تسمح بالنضال من أجل الحقيقة(23)!
الضمير، والقيم الأخلاقية، والواجب، والفضيلة، والمسئولية والحرية، ومبادئ الحياة الأخلاقية، كلها صروح رائعة مهيبة! فلنبدأ بتشييدها في ربوعنا!
الهوامش:
ــــــــــــ
(1) اختتم الثائر الأنسني فرانز فانون كتابه القيم والمُمتع "بشرة سوداء..أقنعة بيضاء"، بمقولة رائعة ومُلهمة، هذا نصها: يا جسدي، اجعلني دائماً إنساناً يسأل! راجع: فرانز فانون، ترجمة خليل أحمد خليل، بشرة سوداء..أقنعة بيضاء، (الجزائر؛ بيروت: منشورات آنيب & دار الفارابي، 2004)، ص 246.
(2) المقصود بالفكر الأنسني هنا رؤيتي المقترحة له، وفيها لا تعني الأنسنية سوى أن يُحقق الإنسان، أي إنسان، بغض النظر عن الجنس أو اللون أو العرق أو الجنسية..إلخ، أكبر قدر ممكن من التطابق بين أقواله وأفعاله، شريطة انطواء تلك الأقوال والأفعال على تثمين لقول الأنسنية بالإنسان كأعلى قيمة في الوجود، وهدفها الماثل في التمحيص النقدي للأشياء بما هي نتاج للعمل البشري وللطاقات البشرية، تحسباً لسوء القراءة وسوء التأويل البشريين للماضي الجمعي كما للحاضر الجمعي. وكذا شريطة وقوعها في إطار الخصائص العامة للأنسنية والتى تتمثل فيما يلي: 1ـ معيار التقويم هو الإنسان. 2ـ الإشادة بالعقل ورد التطور إلى ثورته الدائمة. 3ـ تثمين الطبيعة والتعاطي المتحضر معها. 4ـ القول بأن التقدم إنما يتم بالإنسان نفسه. 5ـ تأكيد النزعة الحسية الجمالية. للمزيد راجع للكاتب: مقالات في الفكر الأنسني، كتاب منشور على الانترنت.
(3) "أنا هنا كمستشار للرئيس الأمريكي ـ للعلوم والتكنولوجيا لمنطقة الشرق الأوسط ـ، ولن أجيب على أي أسئلة سياسية"، بهذه الكلمات رفض أحمد زويل، وهو أمريكي من أصول مصرية، مُنح جائزة نوبل في الفيزياء، الاجابة عن سؤال حول ما إذا كان سيرشح نفسه لانتخابات الرئاسة المصرية عام 2011! راجع: جريدة المصري اليوم، 12/1/2010.
(4) مُنح الفيلسوف الفرنسي الشهير سارتر جائزة نوبل في الأدب عام 1964، ورفضها! راجع: جان بول سارتر، ترجمة أحمد عمر شاهين، صورة شخصية في السبعين، (القاهرة: دار شرقيات للنشر والتوزيع، 1995)، ص 131.
(5) البحث منشور على الانترنت.
(6) يُركز الكاتب على الشارع المصري، لا لشيء إلا لكونه يعيش في مصر، ومعلوماته عنها أوفر بطبيعة الحال من معلوماته عن بقية المجتمعات العربية!
(7) لا يختلف مفهوم الحضارة عن نظيره الخاص بالثقافة كثيرا، فكلاهما يشير إلى طريقة حياة شعب معين، غير أن الحضارة هي الكيان الثقافي الأوسع، أو بمعنى آخر هي أعلى تجمع ثقافي من البشر وأعرض مستوى من الهوية الثقافية يمكن أن يميز الإنسان عن الأنواع الأخرى. وهى تعرف بكل من العناصر الموضوعية العامة مثل اللغة، والتاريخ، والدين، والعادات، والمؤسسات، والتحقق الذاتي للبشر. وهناك مستويات للهوية لدى البشر، فساكن القاهرة قد يعرف نفسه بدرجات مختلفة من الاتساع: مصري، عربي، مسلم. والحضارة التي ينتمي إليها هي أعرض مستوى من التعريف يمكن أن يعرف به نفسه، أي أنها "نحن" الكبرى التي نشعر ثقافيا بداخلها أننا في بيتنا، في مقابل "هم" عند الآخرين خارجنا. وقد تضم الحضارات عددا كبيرا من البشر مثل الحضارة الصينية، أو عددا قليلا مثل الكاريبي الأنجلوفوني. وعلى مدى التاريخ وجدت جماعات صغيرة كثيرة ذات ثقافات مائزة وتفتقر إلى معين ثقافي أوسع لهويتها. وكانت الفروق تتحدد حسب الحجم والأهمية بين الحضارات الرئيسية والفرعية أو بين الحضارات الرئيسية والحضارات الجهيضة. وطبقا لهنتنجتون تتمثل الحضارات الرئيسية المعاصرة في الصينية، واليابانية، والهندية، والإسلامية، والغربية، والروسية الأرثوذوكسية، والأمريكية اللاتينية، فضلا عن الأفريقية. إلا أن الباحثين وإن اتفقوا بشكل عام في تحديدهم للحضارات الرئيسية في التاريخ وتلك الموجودة في العالم الحديث، فإنهم غالبا ما يختلفون على إجمالي الحضارات التي وُجدت في التاريخ. لمزيد من المعلومات راجع: صامويل هنتنجتون، ترجمة طلعت الشايب، صدام الحضارات ـ إعادة صنع النظام العالمي، (القاهرة: سطور، 1998)، ص 67 ـ 80.
(8) راجع في هذا الصدد: جان سوفاجيه وكلود كاين، ترجمة عبد الستار الحلوجي وعبد الوهاب علوب، مصادر دراسة التاريخ الاسلامي، (القاهرة: المجلس الأعلى للثقافة، المشروع القومي للترجمة، رقم 31، 1998).
(9) إدوارد سعيد، ترجمة كمال أبو ديب، الاستشراق، (بيروت: مؤسسة الأبحاث العربية، 2003). ـــــ، ترجمة وتحرير صبحي حديدي، تعقيبات على الاستشراق، (بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 1996). ـــــ، ترجمة كمال أبو ديب، الثقافة والامبريالية، (بيروت: دار الآداب، 1997).
(10) على سبيل المثال، راجع هذه الدراسة: تيودور نولدكه، ترجمة جورج تامر(وآخرين)، تاريخ القرآن، (بيروت: مؤسسة كونراد ـ أدناور، 2004).
(11) راجع: ت. ج. دي بور، ترجمة محمد عبد الهادي أبو ريدة، تاريخ الفلسفة في الاسلام، (القاهرة: لجنة التأليف والترجمة والنشر، بدون تاريخ)، ص3ـ4. وراجع أيضاً: أدونيس، الشعرية العربية، (بيروت: دار الآداب، 1985).
(12) هـ. ا. ر. جب، "مقدمة للمشرف على التحرير"، في هـ. ا. ر. جب(محرر)، ترجمة محمد عبد الهادي أبو ريدة، وجهة الاسلام ـ نظرة في الحركات الحديثة في العالم الاسلامي، (القاهرة: المركز القومي للترجمة، 2009)، ص9.
(13) مراد وهبة، المعجم الفلسفي، (القاهرة: دار الثقافة الجديدة، 1979)، ص199.
(14) برنارد لويس، ترجمة حسن كامل بحري، الهويات المتعددة للشرق الأوسط، (دمشق: دار الينابيع، 2006)، ص 49.
(15) ت. ج. دي بور، م. س. ذ، ص 34ـ35.
(16) راجع: الامام أبي حامد محمد بن محمد بن محمد الغزالي، تهافت الفلاسفة، (بيروت: دار الكتب العلمية، 2000).
(17) حازم خيري، "فلسفة الضرار واقع كارثي"، مقالة منشورة على الانترنت.
(18) هانز هينرش شيدر، ترجمة عبد الرحمن بدوي، روح الحضارة العربية، (بيروت: دار العلم للملايين، 1949)، ص 101. وللمزيد راجع: هوارد ر. تيرنر، ترجمة فتح الله الشيخ، العلوم عند المسلمين، (القاهرة: المجلس الأعلى للثقافة، المشروع القومي للترجمة، رقم 644، 2004). إدوارد ج. براون، ترجمة أحمد شوقي حسن، الطب العربي، (القاهرة: سلسلة الألف كتاب باشراف الادارة العامة للثقافة، إدارة التعليم العالي، مؤسسة سجل العرب، رقم 630، 1966).
(19) للمزيد راجع: إميل دوركايم، ترجمة السيد محمد بدوي، التربية الأخلاقية، (القاهرة: وزارة التربية والتعليم، الادارة العامة للثقافة، إدارة الترجمة، بدون تاريخ).
(20) في تثمينها لقدر الإنسان في الزود بشرف عن حرية عقله وقلبه، تذهب رؤيتي المُقترحة للفكر الأنسني إلى القول بأن تطور التاريخ الإنساني إنما يُعد نتاجاً لصراع طويل ومرير بين إنسان (ذات) لا يملك سوى حرية عقله وقلبه التي وهبه الخالق إياها، ليستعين بها على ترويض الحياة، وبين (آخر) يُصر على الاستئثار بالحرية، ليتسنى له العبث بمقدرات رفاق الحياة! فـ (الآخر)، في رؤيتي المُقترحة للفكر الأنسني، عادة ما يعمد إلى آليات بعينها لتكريس تنازل أخيه (الذات) عن حقه في نقد وتطوير ثقافته، أي طريقة حياته الشاملة، ليظل هذا الأخ المسكين (الذات) تابعاً ذليلاً طيلة مقامه في ضيافة الحياة، يستهلك فقط ما يجود عليه به عقل (الآخر)، حتى أنه بمرور الزمن، يفقد هذا التابع الذليل تماماً قدرته على النقد والتطوير ويُصبح مسخاً عاجزاً، لا يملك سوى الانتظار! للمزيد عن الآخرية العربية، راجع للكاتب: تهافت الآخر، كتاب منشور على الانترنت.
(21) التركيز هنا على محاولات السطو على الأصل الديني للاسلام، لكونه الديانة الأكثر انتشاراً في عالمنا العربي.
(22) راجع على سبيل المثال، مذكرات علي عشماوي آخر قادة التنظيم الخاص لجماعة الاخوان المسلمين: علي عشماوي، التاريخ السري لجماعة الاخوان المسلمين، (القاهرة: مركز ابن خلدون للدراسات الانمائية، 2006).
(23) للتحقق من ذلك، راجع: عبد الرحمن بدوي، الأخلاق النظرية، (الكويت: وكالة المطبوعات، 1957).