منتدى ابن امسيك للثقافة
انت غير مسجل
تفضل بالدخول او التسجيل معنا
منتدى ابن امسيك للثقافة
انت غير مسجل
تفضل بالدخول او التسجيل معنا
منتدى ابن امسيك للثقافة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى ابن امسيك للثقافة

منتدى ابن امسيك للثقافة يرحب بكم
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 بورخس عاشقا /محمد اكويندي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد اكويندي
عضو فعال
عضو فعال
محمد اكويندي


عدد الرسائل : 93
الحالة : قاص مغربي
نقاط : 31968
تاريخ التسجيل : 20/11/2006

بورخس عاشقا /محمد اكويندي Empty
مُساهمةموضوع: بورخس عاشقا /محمد اكويندي   بورخس عاشقا /محمد اكويندي Emptyالأحد أغسطس 10, 2008 2:57 pm


"سئل بورخيس:هل كنت في يوم من الأيام عاشقا؟.
بدون تلكؤ أجاب"نعم"



بورخس عاشقا
محمد اكويندي
كانت ايستيل كالتو، فخورة بالإهداء الذي يتوج إحدى أجمل قصص بورخيس"الألف" وكانت تذكر الجميع بذلك دون توقف.
تعرفت ايستيلا على بورخيس في بيت بيوي كازاريس وسيلفيا أو كامبو.سيلفيا الشاعرة الموهوبة والقصاصة الأفضل أيضا مما هي عليه كشاعرة،كانت شقيقة فيكتور أو كامبو، السيدة الثرية الارستقراطية المؤسسة لمجلة "فوق" ومن اسم أمها،مارتا،اشتقت الماركة المسجلة لمنتجات الألبان"لا مارتا".
من وجهة نظر ايستلا، لم يكن لقاؤها الأول مع بورخيس لقاء الحب الصاعق من أول نظرة.لكنها أضافت بلهجة مليئة بالحنين : "لكن على أي حال، فبياتريس هي الأخرى لم يترك لديها دانتي ذلك الانطباع العنيف".
كان وصف ايستيلا لبورخس وهو في الخامسة والأربعين من عمره (هو الوصف الذي نشرته فيما بعد في مذكراتهاBorges a contraluze" " بورخيس في دائرة الضوء) تبدى عن عمد قليل التشويق.كان بدينا بطول لا بأس به، شاحب ومكتنز بقدمين صغيرتين.بصورة لافتة وبيد كانت عند مصافحتك لها بدون عظام رخوة، كما لو أنه ينزعج من اضطراره لتحمل الملامسة التي لا نهرب منها وكان في صوته تردد ويبدو وكأنه يفتش عن كلماته ويستأذن لقولها.وأنا كان لي الحظ أن أسمع بورخيس وهو يحدث تأثيرا ملحوظا بذلك الصوت المتردد فقد سألته صحفية ذات يوم عن أشد ما كان يثير إعجابه في شخصية الجنرال " سان مارتان" البطل الوطني الأرجنتيني والذي حارب الأسبان أثناء حروب الاستقلال،فأجابها بورخيس، بتمهل وبطء شديدين:" تماثيله البرونزية النصفية"التي تزين المكاتب الحكومية..والباحات..في المدارس، اسمه...الذي بلا نهاية...يتردد في الاستعراضات ..العسكرية ..وجهه على ال..ورقة النقدية..من فئة العشرة...بيزوات" وكانت من ثم وقفة طويلة مكثت فيها الصحفية أثناءها مصعوقة، وفي اللحظة التي همت أن تسأله فيها عن سبب ذلك الاختيار الشديد الغرابة،تابع بورخيس:"هذا ما أبعد عني الصورة الحقيقية للبطل."
بعد هذا اللقاء الأول مع بورخيس، أصبحت إيستيلا تتعش في بيت آل بيوي، وأثناء تلك العشاءات كان الحديث يحتدم لأن سيلفيا معتادة على إثارة الاضطراب بطرح أسئلة مباغتة على ضيوفها من مثل:"كيف عليكم أن تنتحروا،لو خيركم في ذلك".
ذات مساء صيفا حيث بمحض المصادفة، انصرف هو وإيستيلا في الوقت نفسه سألها السماح له بمرافقتها حتى المترو، في المحطة اقترح عليها متلعثما، لو يستمران في المشي لبعض الوقت أيضا.ومن بعد ساعة هاهما في إحدى مقاهي Avenid de Mayo –جادة مايو- بكل وضوح، انتقل الحديث إلى الأدب، فتحدثت ايستيلا عن إعجابها ب"كانديدا"وسردت مقطعا من ختام المسرحية.فانبهر بورخيس وأعلن أنه للمرة الأولى يلتقي بامرأة تحب برناردشو.وإذ راح يتملى ايستيلا من خلال ضعف نظره الذي بدأ يتجه نحو العمى.
رتب لها بالانكليزية حينذاك كلمة إطراء:"ابتسامة الجيوكاندا وحركات الخيال في لعبة الشطرنج" وخرجا عندما حان موعد إغلاق المقهى وسار إلى الثالثة والنصف صباحا.
وفي اليوم التالي أوصل بورخيس إلى بيتها، دون أن يطلب رؤيتها،نسخة"الشباب"لكونراد.
استمر الغرام بين بورخيس وايستيلا كانتو لعامين، خلالهما على ما تقول:"كان يحبني وكنت أحبه كثيرا"وعندما لا يكون إلى جانب ايستيلا كان يكتب إليها دون توقف وهذه المراسلة الحميمية التي ضمنتها لاحقا في Borges a contraluze" " تحرك المشاعر بصورة خفية.ففي رسالة غير مؤرخة،يعتذر فيها لمغادرته المدينة دون إخبارها ،لا خشية أو لطفا،سبب الاقتناع الحزين أنني لم أكن أعني لك،جوهريا،سوى إزعاج أو واجب.ثم يتابع من خلال هذا الاعتراف: القدر يتزيا بأشكال ما تفتأ تتكرر هي ذاتها،إنها تخطيطات دائرية، وفي الوقت الحاضر، هاهو القدر يطل من جديد:ومرة ثانية ها أنا في مدينة مارديل بلاتا، وأنا أذوب شوقا إليك".
خلال صيف 1945،قال لها انه يريد كتابة قصة بخصوص ما كان يفترض أن يكون"جميع الأمكنة في العالم" وانه يريد إهداءها تلك القصة.ومن بعد يومين أو ثلاثة أيام.حمل إليها في بيتها رزمة صغيرة كانت على ما قال تضم"الألف"ففتحتها ايستيلا، ووجدت في داخلها منظار كاليدو سكوب صغير الحجم،سرعان ما عجل ابن الخادمة الشقي الذي عمره أربعة أعوام بكسره وتحطيمه.وتطورت قصة"الألف" قي توافق متناغم مع ولعه بايستيلا فكتب إليها بالانكليزية على بطاقة بريدية : الخميس في حدود الساعة الخامسة.
أنا في بيونس ايرس.سوف أراك هذا المساء، سوف أراك غدا.وأعلم بأننا سنكون سعيدين سويا (سعيدين ودائخين وأحيانا أبكمين وبليدين بلادة مجيدة مظفرة) ولقد بدأت أشعر بالألم الجسدي لانفصالي عنك لاقتلاعي منك بمجاري ماء، بمدن، بأجمات عشبية، بظروف بأيام وليال.
هذه السطور القليلة أعدك بذلك هي آخر ما أسمح به لنفسي بهذه اللهجة، ولن أشفق بعد اليوم على نفسي.محبوبتي الغالية، أنا أحبك وأتمنى لك السعادة التامة، مستقبل سعادة رحب، معقد، كثيف، بانتظارنا.ها أنا أكتب مثل أولئك الشعراء الفظيعين الذين يكتبون نثرا.أنا لا أجرؤ على إعادة قراءة هذه البطاقة البريدية المؤسفة، ايستيلا، ايستيلا كانتو، عندما ستكونين مشغولة بقراءة هذا سأكون في طريقي لإنهاء القصة الطويلة التي وعدتك بها.
لكن علاقتهما مهما كان شأنها، استمرت دون كبير اقتناع طيلة عام إضافي، وحسب قول ايستيلا، حدثت القطيعة بسبب أم بورخيس التي كانت بتعاقبها دون انقطاع لابنها، لا تبدي كبير تقدير لصديقاته.في 1967 بعد أن وافقت ظاهريا على زواجه من إلسا أستيتي دي ميلان (أظن أنه من المناسب لك أن تتزوج إلسا.لأنها أرملة وتعرف الحياة).
جاء في تعليق ايستيلا:"أوجدت له أما بديلة"على أن الزواج كان كارثة.فإلسا الغيورة من كل من يشعر بورخيس نحوه بالمودة.كانت تمنعه من الذهاب لرؤية أمه ولم تكن تدعوها أبدا إلى بيتها.ولم تكن إلسا تشاطره أيا من اهتماماته الأدبية.فهي قليلا ما تقرأ.وكان بورخيس يهوى حكاية أحلامه كل صباح مع القهوة والتوست، أما إلسا فلم تكن تحلم أو تزعم.بأنها لا تحلم هذا ما كان بورخيس يعتبره أمرا يستحيل إدراكه .لكنها بالمقابل كان تستعذب كل ما ينال بورخيس من تكريم ووجاهة بينما كان من جانبه يزدري ذلك بكل اعتزاز.ففي هارفارد، حيث دعي بورخيس لإلقاء محاضرة أصرت بإلحاح كي يطالب بتعويضات أكبر وكي يؤمنوا لهما سكنا أفخم.وذات ليلة ها هو أحد الأساتذة يفاجأ ببورخيس أمام محل إقامته، بالخف والبيجاما، فشرح له باضطراب"زوجتي طردتني خارج البيت"فاصطحب الأستاذ بورخيس معه إلى بيته حيث أمضى تلك الليلة، وفي اليوم التالي استفسر الأستاذ إلسا عن سبب فعلتها"لست أنت المضطر لتراه تحت اللحاف"هكذا أجابته.
أما آخر محاولة زواج قام بها، مع ماريا كوداما،فيبدو أنها حدثت بتاريخ 26 أبريل/نيسان 1986 قبل أقل من شهرين من وفاته على ذمة صك زواج منح inabsentia -غيابيا- من طرف عمدة بلدة صغيرة باراغواي.وأن عدم فسخ زواج بورخيس أبدا من إلسا كان لابد أن يورط بزواجه من ماريا، بجريمة زواج المثنى،كانت ماريا إحدى طالباته في دروس الأنغلو – ساكسونية.
طيلة حياته التي قاربت المائة عام.وقع في الغرام أكثر من مرة بانتظام دؤوب.وامتد لهيب آماله لأمد طويل وكان ينظر بعين الحسد للعلاقات العاطفية الأدبية التي نتلقى بها في قرائتنا:الجندي البريطاني جون هو لدن وأميرا، زوجته الهندية في"دون معونة رجال الدين،لكيلنغ(منذ متى صرت عبدة،يا مليكتي؟"العذريان سيغور وبرينهلند في جنيف ومنها بيتان من الشعر منقوشان اليوم على قبره في جنيف.
ستيفنسن وفاني (وكان بورخيس يتخيلهما سعيدين) تشسترون وزوجته (وكان يتخيلهما راضيين) ويمكننا تجميع القائمة الطويلة لحبيبات بورخيس في الإهداءات التي صدر بها أقاصيده وأشعاره : إيستيلا كانتو، هايدي لاندج، ماريا استيرفا سكيز، أولريك فن كولمان، سيلفينا بلريش، سارة دييل دي مرينو هويو، مارغو غيريرو، سيسيليا أنجينيورس.وجميعهن على قول بوي فريدات وجميعهن ليس لهن بديل أو مثيل.
استيلا التي حظيت بصداقة بورخيس ومخطوطة قصة"الألف" المهداة إليها بتوقيعه في سبع عشرة صفحة منقحة بعناية كبيرة، مع بعض التصحيحات والتغييرات الصغيرة الممكنة باعتها المهداة إليها باعتماد لدار سوتبي بقيمة سبعة وعشرين ألف وسبعمائة وستين دولار.
بعد إفلاسها في خريف عمرها.
ابتهال لدانتي : إيه يا سيدة يولد عندها رجائي ويعيشه
يا من عملت من أجل خلاصي
ترك أثار خطاك في الجحيم
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
بورخس عاشقا /محمد اكويندي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مــحــوُ الْــــظِّـــــــلِ/ محمد اكويندي
» الطوفان/ محمد اكويندي
» محمد اكويندي قاص زاده الخيال
» الأنيما والأنيموس/محمد اكويندي
» الحمامةُ والسّاحر محمد اكويندي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى ابن امسيك للثقافة :: المقال-
انتقل الى: