منتدى ابن امسيك للثقافة
انت غير مسجل
تفضل بالدخول او التسجيل معنا
منتدى ابن امسيك للثقافة
انت غير مسجل
تفضل بالدخول او التسجيل معنا
منتدى ابن امسيك للثقافة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى ابن امسيك للثقافة

منتدى ابن امسيك للثقافة يرحب بكم
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 "شفرة دافينشي"...بين الأسطورة والحقيقة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد الفخاري
المشرف
المشرف
محمد الفخاري


عدد الرسائل : 6
العمر : 45
Localisation : طنجة - أصيلة
الحالة : شاعر - أستاذ اللغة الفرنسية
نقاط : 30045
تاريخ التسجيل : 15/11/2007

"شفرة دافينشي"...بين الأسطورة والحقيقة Empty
مُساهمةموضوع: "شفرة دافينشي"...بين الأسطورة والحقيقة   "شفرة دافينشي"...بين الأسطورة والحقيقة Emptyالخميس نوفمبر 15, 2007 4:42 pm

"شفرة دافينشي"...بين الأسطورة والحقيقة 9Sl24263
"شفرة دافينشي"...بين الأسطورة والحقيقة
قراءة في رواية "شفرة دافينشي" لدان براون




هل فكرتم يوما في فك شفرة دافينشي؟ أو راودتكم الرغبة في سبر أغوار عالم الرموز والألغاز خصوصا منها التي تتعلق بالجانب الديني؟ هل تتوقعون ما قد يحصل إذا ما أدى فك اللغز أو الرمز إلى كشف المستور وتفسير المسطور والنبش في المحظور؟ هذه بعض من التساؤلات التي ما زالت تطرحها واحدة من بين الروايات الأكثر إثارة للجدل والتي سجلت حتى الآن عددا هائلا من القراء في العالم: "شفرة دافينشي (1)« The Da Vinci Code »للكاتب الأمريكي دان براون الذي أصبح يتمتع بشهرة عالمية وشعبية كبيرة في الساحة الأدبية والثقافية.
قد يتصور البعض ممن يمرون مرور الكرام على سيرة براون الأدبية أن أقرب الطرق لجلب الأضواء هو تجسيد المثل القائل:"خالف تعرف" وذلك عبر استثمار الطابوهات الدينية كثيمة أساسية في النتاج الأدبي والتي ما زالت تشكل منذ وقت قريب مادة دسمة لعدد من الكتاب والأدباء ذوي الصيت المعروف لا لشيء سوى للإستئثار باهتمام القارئ واستمالة ذوقه الفني باختلاف لغته وثقافته وتكوينه وقدرته غلى النقد. لكن في كثير من الأحيان يكون الواقع غير ذلك باعتبار أن لكل كاتب مقاربته الخاصة لهذه المحرمات وموقفه المختلف منها, إذ أن نسبة الموضوعية في تناول هكذا ظواهر غالبا ما تكون ضئيلة جدا.
سنحاول في هذا الملف تسليط الضوء على الأحداث المذكورة في رواية "شفرة دافينشي" وعلاقتها بالأسطورة والحقيقة كما سنعمل على توضيح الغاية من نشر هذه الرواية في مرحلة تاريخية حبلى بالتقلبات السياسية والدينية التي أدت مؤخرا إلى مناصبة العداء لدين دون آخر وسنتناول كذلك بالتحليل الأسلوب الأدبي الذي كتبت به الرواية دون إغفال الجانب الجمالي للغة والسرد.



1- إنسانية المسيح وعلاقته بلوحات دافينشي:

يعتبر ليوناردو دافينشي من الفنانين والعباقرة الذين طبعوا تاريخ الفن ببصماتهم الذهبية وقد كان من أبرز الذين نظروا ونادوا إلى جانب مايكل أنجلو ومارتن لوتر إلى إصلاح الكنيسة إبان عصر النهضة. إلا أن دافينشي كان متمردا بعض الشيء عن هذه الموجة الدينية الجديدة وذلك باخفاء أفكاره ومعتقداته الحقيقية وراء لوحاته التي ظاهرها تأليه للمسيح نزولا عند رغبة الكنيسة التي كانت تمده بالمال لتغطية مصاريف تجاربه واختراعاته العلمية ومن جهة أخرى اتقاءا لشرها الذي كان يشعر أنه في غنى عنه. اما باطن لوحاته فكان اعترافا ضمنيا بإنسانية السيد المسيح عليه السلام كسائر الأنبياء والرسل الذين تعاقبوا على الأمم ونشروا رسالاتهم وتعاليمهم الدينية, وهو ما كان مؤمنا به دافينشي ومقتنعا به أشد الاقتناع. ولعل ما جعله يدرك هذه الحقيقة هو الحس العلمي الذي كان يتمتع به وقوة الملاحظة والتفسير العلمي والعقلاني الصرف حيث أنه لم يكن سهل الا ستمالة في مثل هذه القضايا. والدليل على هذه المواقف كلها ما أشار إليه براون إلى "رجل فيتروف" (2) Homme de Vitruveالذي ركز فيه دافينشي على مفهوم الذكر والأنثى, هذه الثنائية التي تجسد عنصري الخلق في الطبيعة ومصدر تكاثر الأصناف بما فيها الإنسان. في الواقع, يجسد هذا الرسم رجلا عاريا ذا أيد وأرجل متعددة ومنفرجة أراد أن يعبر من خلاله عن إيمانه الراسخ بإنسانية السيد المسيح وشكه الامنتهي في العقيدة التي مفادها أنه اضطهد وصلب. أليس هذا دليلا على ترهات الكنيسة وتأكيدا لما ورد في القرآن الكريم حيث يقول الله تعالى: " وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى بن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم..." الآية(3).


2- علاقة المسيح بمريم المجدلية:

من النساء الآتي ميزن حياة السيد المسيح عليه السلام وكانت من أتباعه المخلصين, يذكر براون على لسان أحد شخصياته الهامة في الرواية وهو عالم تاريخ الأديان السير لاي تيبين في حواره مع كل من روبير لنغدن (أستاذ علم الرموز الدينية بجامعة هارفارد) وصوفي نوفو(شرطية وخبيرة في في فك التشفير وحفيذة القتيل جاك سونيير مدير متحف اللوفر ورئيس جمعية سيون السرية) أن مريم المجدلية كانت امرأة صالحة تتمتع بمكانة خاصة لدى المسيح عليه السلام, وكانت أمينة أسراره ومخلصة في حبها له وفي اتباعها لتعاليمه السمحة وكان هو بدوره يكن لها محبة خاصة ربما أدت بها إلى الزواج منه وحمل بذرته الملكية بعد موته. ذلك ما حاولت الكنيسة أن تشكك فيه وتخفيه عبر القرون بل وتنفيه قطعا باتهامها لهذه المرأة بالزنى واللعنة وعملت على تشويه صورتها الروحية حتى تكون عبرة ومثالا في كل وقت وزمان للمرأة الشيطان التي أغوت آدم وأخرجته من الجنة وتسببت بذلك في الحكم على البشرية بالشقاء.
ويسترسل براون في هذا الحوار بإدراج لوحة "العشاء الأخير" لدافينشي حيث يوجد بورتريه لمرأة تجلس على المائدة بجانب المسيح وهي نتظر للكأس المقدسة واعتبر أن دافينشي رسمها على خط تماثلي يقسم اللوحة إلى قسمين متساويين حيث ينظر إليها السيد المسيح بابتسامة خافتة وعين مليئة بالحب والغبطة. هل كان دافينشي بالفعل مناصرا لهذه الفرضية ويحاول إخفاءها وراء ابتسامة المسيح الخاطفة؟ وما علاقة هذه اللوحة بالكأس المقدسة؟ هل المقصود بالكأس المقدسة تلك الكأس التي جمعت دماء المسيح عندما صلب حسب براون أم هي رمز فقط من الرموز المشيرة إلى مريم المجدلية التي حملت ابنة المسيح وهربت بها من غطرسة وجبروت المتآمرين الذين كانت لهم المصلحة في تأليه المسيح وعصمه من خطيئة الزواج بالمجدلية؟ هل تزوج فعلا من هذه المرأة وحملت منه؟
تبقى هذه الأسئلة حسب براون فرضيات قائمة وجب التحقق منها لكنه يسلم بطريقة أو بأخرى بأنها حقائق أو بعض من حقائق سعت الكنيسة وما تزال إلى طمسها وإلا لما رفضت بشكل قاطع ومنذ مئات السنين فتح أرشيفها السري في وجه الدارسين والمتعطشين لتاريخ الأديان ولما اعتبرت مجرد التفكير في أمر مماثل خطا أحمر يمنع كليا تجاوزه أو حتى الخوض فيه.



3- الغاية من نشر هذه الرواية مع بداية الألفية الجديدة:

إن الحديث عن رواية دان براون أقل ما يمكن القول عنه أنه شيق وذو شجون, فلقد تناولت هذه الرواية من بين أخريات (نخص بالذكر رواية براون "ملائكة وشياطين"(4)) وفي قالب أدبي على قدر كبير من الجمال والروعة, الدور الحقيقي الذي لعبته الكنيسة وعلى عكس ما توارثته الأجيال منذ عهد الإمبراطور قسطنطين الذي وحد جميع معتنقي الديانات الوثنية بما فيهم هو نفسه تحت لواء المسيحية. لقد كان دور الكنيسة يقتصر في البداية على خدمة مصالح الامبراطور ومساعدته من خلال الدين المسيحي على ضم أكبر عدد من البلدان إلى امبراطوريته , وحيث أن " الدين أفيون الشعوب"(5) فقد وجد قسطنطين ضالته في الدين الجديدي ووسيلة مثالية لبسط سيطرته على أماكن نفوذه وذاك طموح يستسلم له كل المستبدين بالقيم البشرية الذين غرتهم السلطة والحكم منذ الأزل. لكن ما أثار انتباه عدد من القراء هو تعاطي الكنيسة عبر التاريخ مع هذه الأحداث ومحاولة اخفائها عن المؤمنين الذين اجتازوا مليارين حاليا وذلك بطبيعة الحال لحاجة في نفس الكنيسة.
مما لا شك فيه أن الكنيسة الكاثوليكية التي يرأسها الحبر الأعظم والذي لطالما حاول الحفاظ على صورته الروحية في وجدان أتباع الديانة المسيحية, ما زالت تصر على عدم شرعية ما ذكر في رواية دان براون بل وتتهمه بالزندقة والخروج عن السياق الأخلاقي للكتابة. فلحسن حظ براون انه يعيش في زمن فصلت فيه الكنيسة عن الدولة ولم تقتض سخرية القدر أن يتواجد في عصر غاليلي وإلا لكان رماده تذروه الرياح من كل حدب وصوب كما فعلت الكنيسة بغاليلي فقط لأنه أعلن للناس أن الأرض كروية الشكل وليست مركز الكون كما كان سائدا آنذاك وروجت له الكنيسة من خلال كتبها التي طالها التحريف.
وعلى ذكر التحريف, فإن الإنجيل برواياته الأربع صيغ في عهد الامبراطور قسطنطين للأهداف نفسها السالفة الذكر وإذا ما تأكد للمؤمنين هذا الأمر وما جاء في رواية "شفرة دافينشي" التي ما فتئت تتهم بعدم الواقعية وعدم الدقة في الأحداث والخلفيات التاريخية والدينية بل وتتهم بالترويج للأسطورة, فإن الكنيسة ستصبح في مهب الريح وستسقط بذلك الأسطورة الحقيقية وسيكو ن مآلها حتما إلى مزبلة التاريخ.


4- الأسلوب الأدبي الذي كتبت به الرواية:

"شفرة دافينشي" من الروايات القلائل في الأدب الحديث التي حازت على اهتمام منقطع النظير في وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية. فعلى سبيل المثال لا الحصر, خصصت لها قناة الجزيرة حلقة في برنامج "أكثر من رأي" الذي يعده الإعلامي المتميز سامي حداد وحلقتين بعد ذلك في برنامج خاص عن هذه الرواية والصدى الكبير الذي أحدثته في العالم ككل إبان صدورها. لكن في المقابل لم تنجز دراسات أدبية ونقدية لهذه الرواية نظرا للحصار الذي ضرب عليها والرقابة التي فرضت على النسخة الأصلية. وإذا كنت قد حاولت تحليلها فهو من قبيل الاجتهاد الشخصي ولا يمثل رأيي أي تيار أو حركة أدبية.
يقول هارلن كوبن في تقييمه للرواية:
" شفرة دافينشي (...) كتاب ساحر, مثالي بالنسبة لمحبي التاريخ, لهواة المؤامرات والمهووسين بالأسرار والألغاز, وكل من يحبون النصوص التي لا يستطيع المرء مغادرتها. أحببت هذه الرواية "(6)
على المستوى السردي, يمكن التأكيد وبإلحاح على أن الرواية كتبت بطريقة سلسة تنم عن جمالية في الأسلوب ومهارة في سرد الأحداث المتسلسلة وحتى في لحظات الميلودراما حين تتشابك الأحداث ويصعب العثور على خيط الحبكة, فإن دان براون سرعان ما يرجع بالقارئ إلى جذور الحدث من خلال تقنية الفلاش باك أو ما يسطلح عليه ب La mise en abymeوذلك للزيادة من جرعة التشويق في فلك القارئ, بل وأكثر من ذلك يجعله يشارك في صناعة الرواية ويورطه في الأحداث كما لو كان شخصية مهمة.

في الواقع, لقد كنت مستسلما تماما للقراءة عندما بدأت الأحداث تتسارع وأحسست عفويا برغبة جامحة في قراءة الرواية أكثر من مرة. ولعل هذه المتعة هي التي دفعتني إلى مشاهدة الفيلم الذي لم يتوج في مهرجان "كان" والتفكير في تخصيص ملف لدراسة هذه الرواية من عدة جوانب خصوصا الجانب التاريخي والديني من خلال الأحداث المهمة التي وردت فيها.
أتمنى في الأخير أن أكون قد ساهمت ولو بقدر قليل في تقديم هذه الرواية الرائعة بكل المقاييس ودراسة بعض العناصر الشائكة فيها وبهذه المناسبة, أدعو القراء الأعزاء الذين فاتتهم فرصة قراءتها إلى تصفحها والبقية تأتي.



--------------------------------------------------------------------------------




1- "شفرة دافينشي" لدان براون. رواية تدور أحداثها في متحف اللوفر بباريس. النص الكامل باللغة الأنجليزية تحت عنوان: 2003,« The Da Vinci Code »
2- "رجل فيتروف", « Homme de Vitruve » صورة لدافينشي تجسد هندسة للخلق وهي أشارة للمهندس الروماني فيتروف الذي عاش في القرن الأول قبل الميلاد, وصاحب المشروع الشهير « The Architectura »
3- القرآن كريم: الآية 157من سورة النساء.
4- "ملائكة وشياطين" لدان براون. رواية تدور أحداثها في حضرة الفاتيكان بروما. النص الأصلي باللغة الأنجليزية تحت عنوان: 2003,« Angels and demons »
5- مقولة شهيرة لكارل ماركس تنبأ بها الامبراطور قسطنطين قبل 15 قرنا.
6- هارلن كوبن, الصفحة الأخيرة من رواية "شفرة دافينشي".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://elfakhkhari.over-blog.com
 
"شفرة دافينشي"...بين الأسطورة والحقيقة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» خاصية"منسق القصيدة"وخاصية"وضع الإطار"
» "أبابيل تعيد اكتشاف "رامبو"
» "كرسي قلاب".. كتاب جديد لمحمد صلاح العزب
» "البراق" لمفتكر يفوز بالجائزة الكبرى للدورة ال11
» موسى حوامدة يوقع "سلالتي الريح"منحازا لجوهرالإنسان

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى ابن امسيك للثقافة :: دراسات أدبية-
انتقل الى: