منتدى ابن امسيك للثقافة
انت غير مسجل
تفضل بالدخول او التسجيل معنا
منتدى ابن امسيك للثقافة
انت غير مسجل
تفضل بالدخول او التسجيل معنا
منتدى ابن امسيك للثقافة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى ابن امسيك للثقافة

منتدى ابن امسيك للثقافة يرحب بكم
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قصة قصيرة( الاعمى)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد اكويندي
عضو فعال
عضو فعال
محمد اكويندي


عدد الرسائل : 93
الحالة : قاص مغربي
نقاط : 31948
تاريخ التسجيل : 20/11/2006

قصة قصيرة( الاعمى) Empty
مُساهمةموضوع: قصة قصيرة( الاعمى)   قصة قصيرة( الاعمى) Emptyالأحد أكتوبر 21, 2007 3:13 pm

قصة قصيرة (الاعمى )




الأعمى

- 1-


استنفر حواسه الأخرى ,ثم نقر بعكازه,نقرات على الرصيف الأصم تحت قدميه, استعدادا لعبور الشارع العريض..إلا أن سيل السيارات الهادر, منعه من ذلك.
- زمان كنت أعد إلى عشرة, وأجد نفسي في الطرف الأخر, أما اليوم, فأعد إلى أكثر..لأجد نفسي وجها لوجه أمام أبواق السيارات.
مستعينا بحواسه وغرائزه,مدد عكازه أماما...حين عبر إلى الطرف الأخر, واجهه الحائط المقابل اتجاهه. فك تكة سرواله, ثم ردد: " لا,حرج على الأعمى"
فرغ مثانته, التي جرا ماؤها, كجدول صغير بين رجليه عابرا إلى الطرف الأخر من الشارع.
استنفر حاسة سمعه حتى تأكد من الصوت الذي كان يزجره متأففا.
- ماؤك عبر إلى الجهة الأخرى وأنت لم تستح بعد.
دار بعكازه, راسما به دوائر أمن وحماية, حين اطمأن إلى نفسه
… رد ساخرا: دون أن احسب إلى ...

-2-

عشرة..هي عدد الدرجات, التي أعددتها..ثم وجدت نفسي في القبو
تختم الظلمات مداخله الوجوه الخفية تسكنه الزمن ساكن يرشح كالقطرات من الماء
سمعت صوتا لا يشبهه صوت ,يأتي من أقصى القبو
كنداء إله هالك:أخي..
-موت عاد, قصاص, أو مقصلة؟.
قاومت لهفتي للبكاء, وقلت:
-صدمة سيارة.
جماجم تبرز وتختفي, تتحرك مسرعة, المساحات دوامة تتحول أشكالها.مسحور بنداء, أخطو نحوه, كإنسان مسلوب البصيرة، يخطو اتجاه الظلمة, يترك عكازه لا يعرفه وامرأة تتعقب خطاه..لعلها تظفر بقطرة من بوله(بول الأعمى أغلى في سوق الشعوذة)كإنسان آلي امشي محاذرا يقودني صوته..الرجل أشيب تقريبا مهموما ومتعبا.
آذن لي بالجلوس, فجلست مكاني, وكان يوضح للجالسين..بالرغم من أنني أقول للآخرين مريض ومتعب من متعة كوني بورخيس كل يوم.. وكأن توضيحه هذا يستهدفني مباشرة,قلت لأبأس,لمعرفتك بورخيس..أذعنت لابتسامة العميان الساخرة..فحشرت جسدي بين أجسادهم لأصغي لمحاضرته عن – العمى – وجرت العادة في مجلس العميان هذا استعراض أسماءهم ,حتى يتعرف بعضهم على بعض.. وعجبي الذي تنفلق له الصخور,كلهم أدباء عميان:بشار بن برد, أبو العلاء المعري,طه حسين,بول غرساك,جسيه مار مول,هوميروس, تاميريس,ميلتون
كوليريدج,ذي كوينسي, شمشون الأغوينسي, الارستقراطي ربيسكوت,جيمس جويس,
ديمو قريطس الأبديري,... من الخطأ أن أضع نفسي في صف هؤلاء, علاوة على هذا لم يدرج اسمي, هنا..هل,لكوني لست أعمى, أو ما زلت حيا أرزق.
تركتهم يتجادلون, في مدى صحة( عمى) هوميروس, فريق منهم, يؤيد ذلك وأخر ينفي بكون شعره بصري وغير حسي, وفريق ثالث, يصر أن هوميروس قناع تخفتي وراءه أسماء أخرى
وحقيقة أن هناك سبع مدن تنافست على اسمه وهذا كاف لكي يجعلنا نشك بتاريخيته,ربما لم يكن هوميروس واحد..ربما كان هناك إغريقيون كثر ممن نستتر عليهم تحت اسم هوميروس, والتقاليد الأدبية تجمع على تقديم شاعر أعمى لنا,مع ذلك فإن شعر هوميروس بصري.. دون شعور مني صحت:
وجد الشعر سمعيا لا بصريا..ثم انسللت قبل أن يفضح صوتي..اتكأت على عيني الخشبية اعد الدرجات العشر.
في الدرجة الأولى قلت: يمكن أن نصدق بأن هوميروس لم يجد مطلقا.
في الثانية... ولكن لن نصدق بأن الإغريق تخيلوه أعمى.
في الثالثة: ربما تخيلوه أعمى من اجل أن يؤكدوا على حقيقة أن الشعر هوفوق كل شيء موسيقى.
في الرابعة: وان ا لشعر فوق كل شيء, هو القيثارة.
في الخامسة: والبصري يمكنه أو لا يمكنه أن يوجد في الشعر.
وفي الدرجة السادسة شعرت بالتعب,ثم جلست أصغي إلى هذا الصدى الذي يتردد من داخل القبو, وكلما ران الصمت كنت اسمع تغريد طائر صداح, ربما الطائر الضرير مضرب المثال في الرزق عند التوحيدي ,الذي كلما تضوع جوعا فغر منقاره وساق له القدر جرادة,هممت لارتقي الدرجة السابعة,فإذا بي ارتطم بتمثال أعمى,اعتقدته لنينوى, ولكنه التمثال الذي تغنى به جاك بريفير..تلمست وجه التمثال كان من الرخام الأملس منحوتا بدقة, ثم امتدت يدي إلى خلفه, فأبدا معارضتي..كأنه يحول بيني وبين الارتقاء إلى الدرجة السابعة, وفطنت أنه يخفي وراءه مومسا عمياء,وأزحته غاضبا :لست السياب,أنا مجرد أعمى ضاع منه كلبه,و.....
وارتقيت الدرجة
السابعة:الإلياذة
وفي الثامنة أضفت :هوميروس.
في التاسعة أكدت: الشاعر دائما طافح بالصور وملاحق بها, سواء كان حسيا أو بصريا.

-3-

العاشرة...خرج من تحت تأثير الصدمة القوية, في البدء كان يود عبور الطريق, فأسرعت لمؤازرته, لكن السيارة المفرطة السرعة كانت أسرع مني..كان دم يسيل على وجهه كله.. وهو دخل غيبوبة تامة,كان الأمر حادث,أعمى ومصاب, الآن..لا بطاقة هوية له.. ربما هويته عكازه المرمي فوق الر صيف, كان كل الفضوليون الذين تحلقوا يعطي رأيه منذ فقد كلبه الذي يقوده,أخذ يعتمد على حدسه وخطوا ته العشر..ربما أخطئه حدسه, وضبط الحساب..بل الشارع الذي ثم توسيعه..)
عاد بغتة إلى وعيه, السرير اللين, ورائحة المستشفى, تحسس الكدمات في وجهه, ثم تلمس الضمادات,فأدرك أنه في المستشفى,هنأه صوت أنثوي:على سلامة عمرك الطويل..لولا بعض الروضوض لكنت في حالة جيدة .سوت الممرضة وضعه جيدا على السرير,وهي تسر إليه:عملية خفيفة على مستوى الرأس وتغادر.من الظلام إلى الظلام.. يا عمر هذه آخر جرعة من عمرك.
تلمس شيئا يؤلمه في ذراعه الأيسر,كانت إبرة ضخمة موصولة بواسطة أنبوب بقارورة مملوءة بالصيروم.. حين شعر بالبرودة اكتشف انه عار تماما..هذه آخر جرعة من عمرك, يا عمر,لماذا دائما تركب عناد العميان وتتوكل على حواسك وعينك الخشبية( العكاز)بدل التوسل لمن يعبر بك الطريق؟.طلب بطانية ثانية وكوب ماء.. الدفء والاسترخاء استدرجاه إلى النوم..كان حلما عجيبا..حين عد الدرجات العشر.. وهبط إلى القبو,سمع صوتا,لا تشبهه الأصوات التي تحلقت اثر الصدمة الفظيعة..أصوات لا يبدو أنها تنتمي إلى الوجوه الطافية فوقه,وهو ممدد وسط الشارع.. حين عبر ممر القبو, كان صوتا يناديه, صوتا كأنه لإله هالك:أأنت عمر الأعمى,صاحب الكلب السارد(عفوا الشارد) شكرا لاحترامك الدعوة..خذ مكانك, هناك واجلس.قادته يد إلى مكان جلوسه, فلم يعد يسمع إلا مهمهمات, وسعلات خفيفة.طلب الأعمى المحاضر من الحضور الانضباط والسكوت..(بما أن هوميروس كان شاعرا بصريا أكثر منه حسيا,فإن الإلياذة لها رائحة..تسلل الأعمى عمر.. يرتقي درجات القبو,وهو يعدها, واحدة..اثنان..ثلاثة.. كانت الرائحة تطارده..رائحة ماء الكولونيا..وقطعة من القطن تبلل شفتيه, والصوت الذي يعد الدرجات..خارج حنجرته..كان عطشا, وليؤكد وعيه بالكامل وإفاقته من التخدير,طلب كوب ماء. كانت الحمى تجتاح جسده ببطء.. أراد أن ينهض, فوجد نفسه موثق مع السرير الحديدي..هذه آخر جرعة من عمرك يا عمر..(أصر لنفسه) استنفر حاسة سمعه جيدا, كانت الوشوشات والهمسات تأتيه من بعيد..ب ..ع..ي..د.. واخذ ينادي أسماء الأدباء العميان...الوقت متأخر من الليل,سوف تسقط من أعلى السرير,يا سيدي أنا الممرضة زهرة في خدمتك, لا تنادي أحدا آخر لمساعدتك..انك في المستشفى الآن ولست في مكان..
-وأين بورخيس؟.
- أنهى ورديته, وأنا من أقوم عقبه ليلا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصة قصيرة( الاعمى)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قصص قصيرة جدا
» سياسة ـــ قصة قصيرة جدا
» ألـ....................." قصة قصيرة
» قصة قصيرة:همس المدائن
» قصة قصيرة / في يوم ممطر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى ابن امسيك للثقافة :: منتدى القصة و الرواية-
انتقل الى: