هكذا تكلم الغرب: سبع سنوات فقط!

سبع سنوات فقط !

1

كيف تكون إفريقيا ؟ هي أبعاد تبدأ بالقسمات, و تنتهي بالاحتراس, إنسان في الأدغال على ساحل فقير, تتعدد الألوان في قياس واحد, وتختلف الأصوات في حلق واحد, المزمار و الطبل, أغان تنشدها السواعد, ورقصة صيف في حقول فقيرة.
كيف تكون جنديا؟ اكتشفنا بعد آخر, وحصدنا قمحا آخر, هي الدنيا تضيق بإنسان في صورته الأولى, وعلى مسافة من القلب, طريق تمتد حتى الاستياء, وعلى الضفة الأخرى إنسان يأكل بالشوكة و السكين, يحتل ما تبقى من الذاكرة.
تعالى لتراني, أجيء إليك أتحمل جزءا من مدينتك, تكفيني قبعة و بذلة لتغطي هذه الجراح, لتغدي هذا الساعد الهزيل, وهذا القبع الطيني الذي يملأ ثنايا العمر.
تكفيك لحظة لكي تغير جلدك, وتكفيك مدة لتسوق إلينا هذه الرؤوس, أنت أذكاها! انظر هذه الحروف منها سنصنع لك اسما,لأننا نعرف أن أسمائكم خليط من الحروف لا صوت لها, ستكون((جون)) أو ((ميشال)) سيستقبلك الرئيس كواحد منا,و سيمسح((البابا)) على رأسك لتتمتع بطقوس الأحد, أنك منا وكفى!.
من لونه الأصلي إلى لونه الجديد, من((صامبا)) إلى((ميشال)) يتعمد جنديا في فليق استعماري, يحلم بالثورة التي رآها في واجهات المتاجر مرصوفة في شوارع المدن التي استعمل فيها معول هدم لشكله الإفريقي.
انتهت مهمتك, وسمناك و جنسناك فانتشر في إفريقيا.

2

من نافذة باخرة, أو سلم طائرة, من حصار النياشين, وعناق ربطة العنق زائغة, الماضي و الحاضر, ساحة للصراع النفسي, يمتد الجندي/ الرئيس يلعن الطين الذي يؤسس جسده, يلعن حقول القمح التي سيطأوها بعد قليل, فليتعطر, فقد كان هنا فأصبح هناك, وحين أصبح هناك هاهو هنا,يلعن قساوة الشمس التي تجعله يشم عرق ((صامبا)) و يتذكر أنه ((ميشال)) فيستعرض وحدات الرقص الخفيف التي تذكره بصدره العاري و قدميه الحافيتين,فيعلن أول مشروع في تأسيس الدولة: الثورة على الرقص العاري ! الثورة على التقاليد البالية,كل شيء يبدأ بالثورة وينتهي بالثورة ! الثورة على هذه الشمس التي تتسلل إلى نسيج جسمه فتغلق ((ميشال)) بمسحوق((صامبا))

3

أنتم أنا, أنا أنتم, وعلى امتداد هذه الضفة سأغزو مناجم البؤس كي أصنع لكم وجها أمام العلم، سنحلق جميعا في نظريات التزحلق على الأجسام، ولأن أجسامكم مالحة فهي قابلة للتأويل، أنتم الساعد الأيمن وأنا الجيب الأيسر،سنقضي جميعا على تعدد الألوان، لون واحد يكفي، وطريق واحد وحده يجب أن يكون معبدا: من المطار إلى قلبي.
احترس أيها الوزير من أيها العامل الغاية تبرر الاغتيال، ولكي تكون العاصمة أكبر من العاصفة يجب أن يكون النشيد الوطني كثيرا من نيويورك وقليلا من موسكو، هي أبجدية التغيير تفرض أن يكون قلب الإنسان مع أخيه وسيفه ومع من سيدفع أكثر، هكذا تعلمت لكي استمر ((ميشال)) ولكي ألغي ((صامبا)) يجب أن اغتال صورة النهر الذي يمدني بالملوحة، ولأني مالح يجب أن أتخلص من نبع الملح.

4

جئتكم كما تجيء المواسم، ولأنني تعلمت هناك أن الإخلاص للأصل يقضي لاستشارة، ولأن أجمل الأصوات هي التي أحملها، فإني سأقيس حبي لكم بالسنوات، فها أنا عليكم اليوم ـ لأني كنت هناك ـ فقط سبع سنوات، إنها قليلة في حق من يعيد طريقا بين القلب والمطار، لكن حتى لا نوصف بالديمومة، فسأترك لكم مسافة للاختيار ((صامبا)) الذي سأتخلى له عن حبكم لي.
هي صفات لابد منها، فبين عمودية ((ميشال)) وأفقية((صامبا)) رذاذ من ذكريات، من يسحق من؟ ينتكس ((ميشال) فيصعد ((صامبا)) وعندما يعجز ((صامبا)) يحقن ((ميشال)). الأخير في الأول، والأول في الأخير، كراسي من القلب إلى المطار، والملوحة لم تعد تكفي معها قوارير العطر، أو مساحيق خبراء التجميل.
سقط ((صامبا)) فليرمم ((ميشال)).

» هكذا تكلم الغرب: قطعة غيار
» هكذا تكلم الغرب: أساطيل الحب
» هكذا تكلم الغرب" الكرسي
» هكذا تكلم الغرب:مسافة للإرهابي, حيز للمكنسة
» هكذا تكلم الغرب : أريال شارون أريال صا بون