المقاومة والمؤآآآآومة

المقاومة والمؤآآآآومة

د. محمد رحال

اعيتني قواميس اللغة العربية بكل اشكالها واصنافها كي اجد شرحا ممعجما لكلمة المؤآآآآومة ولم اجد , ولجأت الى لسان العرب وعيونه ابحث واطلب التفسير, واعيتني الحيلة ولم اجد جوابا

, فقلت لنفسي لعل الكلمة وافدة فيما وفد على امتنا العريقة ام انها من البدون الذين هم مواطنون وغير مواطنين, وفي النهاية اشار علي البعض باللجوء الى الشارع لمعرفة المعنى , وزادت حيرتي حين تلقيت اجوبة متنوعة وكان منها التالي ان المؤآآآآومة هي المقاومة التي تقوم بعمل مقاوم مرة كل عدة سنوات , ومنهم من قال ان تفسيرها يعني المقاومة التي لاتقاوم وانما هي عبارة للغناء والدليل على ذلك ان كل المطربين غنوا لها , واخرين ادعوا انها اصطلاح للشماعة العربية النذلة والتي علقت صمودها ونضالها بتلك الشماعة كي تنتفخ وتتيه فخرا انها جهة او حزب او جماعة تؤيد ال مؤآآآآومة والدليل انها تساند المؤآآآآومة , قسم اخر ادعى انها المقاومة التي وقفت لحراسة الكيان الصهيوني ولكن باسلوب ايراني النكهة صهيوني التدبير لبناني الاداة عربي الاعلام , وهذا الطرف برر ذلك ان المؤآآآآومة منعت كل الاطراف المقاومة وجلست حارسة على الحدود والتي اعتبرها الكيان من اكثر الحدود امنا بعد الحدود السورية , وان تلك المناوشات بين الطرفين ليست الا تدبير اسرائيلي مبرمج يهدف الى اعطاء سيد المؤآآآآآآآومة في الجنوب شرف الدفاع عن حدودها الشمالية وهو ما يؤكده اعلامها من خلال وصف سيد المؤآآآآومة باوصاف دعائية غاية في الدعاية ورفع الشان يستغلها هو شخصيا بمدح نفسه على لسان الاسرائيليين الصهاينة , وهو ماقاله لي شخصيا قبل اعوام عدة , انه لاعلاقة له الا بالارض اللبنانية , وان الخلاف الوحيد هو على الارض في مزارع شبعا والتي اهداها له الرئيس الراحل الاسد . بل واضاف انه ملتزم بحماية الخط الازرق , وهذا حقه , باعتباره سيد المؤآآآآآآومة العربية والتي ستحرر بيت المقدس , وقسم آخر قال انها المقاومة التي يسمح بدعمها علنا والغناء لها , فيكفي ان يطل المؤآآآآوم الاكبر على شاشات التلفزيون حتى تطلق التلفزيونات العربية ماعندها من مواهب ابداعية في تحليل كل كلمة يقولها سيد المؤآآآآومة , ومباشر – لايف - ثم تختم برقصة للمؤآآآآومة أو اغنية , وما اكثر الذين تاجروا بهذه المقاومة والتي سمحت بها امريكا واسرائيل , وتحول اليسار العربي المنافق والفاشل الى ابواق لها , وجر معه اليمين العربي والذي اثبتت الايام انه اكثر سوءا وقذارة من اليسار الساقط بعد قبوله ان يكون مطايا للاحتلال , وتبين انه اكثر ديكتاتورية من كل الديكتاتوريات العربية حين تتاح له فرصة الحكم , وخاصة حين يسخن كرسي الحكم تحت اقفيتهم, وليس غريبا ان تشترك الفنانات الفاضلات جدا من امثال نانسي عجرم وهيفاء وهبي في دعم المؤآآآآومة مع الاعلام العربي الشريف جدا , ومع اليسار العربي ومع القوميين العرب ومع شيوخ الاحزاب الاسلامية العربية طالما ان هذه المؤآآآآومة تمنحهم شرف التنافخ مجانا , وتقيهم شرف الذهاب الى موقع

المقاومة الحقيقي في العراق وترفع من مكانتهم الحزبية امام الشعب الغافل او كان المقاومة في العراق والذين يتدافعون للموت في سبيل دفع المحتل واعوانه ’ متناسية انها انما تخدع انفسها وانها باتت مكشوفة عارية ولكن تلك الاحزاب كالنعامة التي دفنت راسها في است المِؤآآآآومة وتركت مؤخرتها عارية لآل صهيون يفعلوا بها مايحلو لهم دونما خجل,فيكفيهم نضالا انهم انضووا الى الجوقة الاعلامية لااكثر لسيد المؤآآآآومة ومعه بني صفيون الذين اثخنوا في شعب العراق قتلا وتدميرا ,

وان هذا الدعم اللامحدود لمقاومة ثبت انها متورطة في تدريب عصابات القتل والاجرام الطائفي في العراق الذبيح وباعتراف قادتهم يشرح لاصحاب العقول في اي اتجاه تسير, وبعد ذلك حاولت ان اعرف معنى كلمة المقاومة فتبين لي انها واضحة لالبس فيها و معناها الجهاد في العراق, حيث حرفت الكلمة من الجهاد الى المقاومة لان السيد بوش منع العقل العربي من استخدام كلمة الجهاد القبيحة والممجوجة لدى النظام العربي , فاضطر الناس الى تداول كلمة المقاومة والتي معناها تحرير العراق والتي معناها المقاومة التي تقوم باكثر من الف عملية قتالية في الشهر الواحد

والتي لايغني لها مارسيل خليفة , ولا فيروز , ولا جوليا بطرس , وهي المقاومة التي لايساعدها احد وليس لها من معيل الا الله , والتي لو ثبت انتماء احد من ابناء العراق او العرب لها فلن ترحمه الانظمة العربية ولا الاذاعات والفضائيات العربية , في حين يغدق المال والدعم العربي بكل اشكاله على المؤآآآآومة التي هي مجرد اداة ايرانية في حلقومنا العربي باعتراف سيد المؤآآآآومة وتحيتي الى المقاومة العربية العراقية الشريفة والى كل المقاومين العرب الشرفاء والذين لم ينزلقوا الى لعبة بيع الاوطان والاديان; وتحيتي الى فلسطين وشعبها من اقصاها الى اقصاها واهدي اقصاها هذه القصيدة من قلم المقاوم

شعــر:هلال الفارع

فِلِسْطيني.. فلسطينى
وكلُّ مُسَمَّيَاتِ الأرضِ بعدَكِ
ليسَ تَعْنِينِي
وكلُّ مُسَطَّحِ الكونِ الرَّحِيبِ وراءَ سُورِكِ
ليسَ يَكْفِيني
أنا يا قِبْلَتي الحمراءَ
يا وَجَعِي المُعَلَّقَ فوقَ قافِيَتي،
يُحَدِّقُ في المَدَى،
وَيَذوبُ في عِشْقَ المَيَادينِ
ويا وطنَ البيارقِ والبنادقِ والقَرابينِ
أَنا يا أمَّ هذي الأرضِ،
يا وَطَنِي الْمُصَادَرَ تَحتَ سَمْعِ الخَيْلِ،
يا حُلُمِي المُسَافِرِ تَحتَ جُنْحِ الليلِ،
في أَنْيابِ تِنِّينِ
أنا في غُربتي السَّوداءَ
تَعلِكُني، وتَجلِدُني، وترفُضُني عناويني
وَتَخلَعُ مُهْجَتي،
وَتصُبُّني في فائِضِ المَنْفى،
وفي صَمْتِي المُدَوِّي بين أورِدَتي،
وفي زُوَّادةٍ تَحيَا على نَزْفِ الشَّرايينِ
***
فلسطيني.. فلسطيني
أيا عِشْقًا تربَّع في حنايا القلبِ،
في تَكْوينِ تَكْويني
ويا نَفْخًا إِلَهيًّا بِرَحمِ الأرضِ،
والزيتونِ والتِّينِ
أَنا يا ضَوْعَ عِطرِ الكونِ
يا رُوحَ الرَّياحينِ
ويا جُوعًا بقلبي كادَ يُفنِيني
أنا أهواكِ في زَمَنِ انْعِدامِ الْوَزْنِ،
في زَمَنِ انزِلاقِ الرُّوحِ
هل يا عِشْقِيَ المجنونَ
أَحلُمُ أَنْ تُحِبِّيني؟!
***
فلسطيني.. فلسطيني
وَحَقِّ مقامِ أَقْصَاكِ الْمُصَفَّدِ في الزَّنازينِ
وحقِّ سنابلِ القمحِ التي صُلِبَتْ
على حَدِّ السَّكاكينِ
وحقِّ عُيونِ أَطفالِ الحجارةِ والمساجينِ
وحقِّكِ،
إنَّني ما زِلتُ
- رغمَ جميعِ ما جُرِّعْتُ مِنْ غَدرٍ،
ومِنْ قَهْرٍ وتَدجينِ -
أَنا البركانُ تَصْغُرُ عندَ غَضْبَتِهِ
جميعُ عواصِفِ الدُّنيا،
وثوراتُ البراكينِ
***
فلسطيني.. فلسطيني
أيا دربَ المُلوكِ إلى العُروشِ،
ويا اتِّكاءً طَيِّعًا في زَحفِ أربَابِ النَّياشينِ
ويا حَنُّونَةَ الشُّعراءِ،
يا تَعويذَةَ البُسَطاءِ
في ليلِ الدَّواوينِ
أَنا ما زلتُ أَركضُ في مَقاهيهِمْ،
وفي كَفَّيَّ جَمْراتُ النَّراجِيلِ البليدَةِ والغلايينِ
وفي عَيْنَيَّ ينتحرُ اليقينُ،
وينتشي مَرَضُ المجالسِ فِيَّ مِنْ حدسٍ وتَخمينِ
أنا ما زلتُ أُربَطُ بالطواحينِ العتيقةِ،
ثم يَنهرُني العبيدُ، فأسْتَهِمُّ،
ولا أُحِسُّ بسطوَةِ السَّوطِ الغليظِ عَلَيَّ يُدميني
أُفَكِّرُ أَنَّني قد سِرتُ حتى صرتُ في الصينِ
يُخَيَّلُ لي،
بأنِّي قد وَصَلْتُ إِلى حُدودِ أواخرِ الدُّنيا
وأني سوفَ أنْجُو
مِنْ دُوَارِ الغُبْنِ والأوْحالِ والطِّينِ
ومِنْ قَهْري وتَدجِيني..
وحينَ أَلِصُّ من تَحتِ العِصَابَةِ نَظرةً
يَنْشَقُّ قلبي:
لا أزالُ أدورُ مَنْ حيثُ ابتدأتُ..
فأستفيقُ على الحقيقةِ،
أنني ما زلتُ مَوْثوقاً إلى قَدَمِ الطَّواحينِ!!
***
فلسطيني.. فلسطيني
أنادي من جِراحِ البُعدِ،
علَّ الصَّوتَ يُدنيني
أُنادي من جذام الغربةِ الحمقاءِ،
علَّ البَوْحَ يُشفيني
أنادي من ظلامِ القهرِ
علَّ النورَ من عينيْكِ يأتيني
أنا ما زلتُ في منفايَ مُرتَهَنًا، ومُمْتَهَنًا،
بمن يا شهوةً للروحِ، يا وَجَعِي أَلُوذُ،
ولستُ أُتقنُ من فنونِ العشقِ
غيرَ نِدائِيَ المبحوحِ في بُعدي: فلسطيني
فلسطيني.. فلسطيني
وخبزُ الموتِ في منفايَ يُغوِينِي
وكلُّ مَقاصِلِ النُّبلاءِ تَحْلُمُ أنْ تُصَفِّيني
وجوعُ عُيونِ أهلِ الأرضِ – يا وطني – إلى عُنُقي
يُفجِّرُ في غدي قَلقي، وُينهيني
وحيداً بين أنيابِ الذئابِ هُنا
متى يا ملجأ الأحلامِ من خوفي وجوعي تستردِّيني ؟!
***
فلسطيني.. فلسطيني
أُحسُّ كأنما كلُّ الفصولِ تموتُ واقفةً،
على أبوابِ تشرينِ
وأكرهُ كُلَّ مَعنًى للخريفِ،
وكلُّ معنًى للسقوطِ أراهُ يعنيني
أنا ما زلتُ أُلْزَمُ حَدَّ هذا الصَّمتِ،
من يا موطنًا للصَّبرِ،
يا مطراً تساقطَ من سماءِ المجدِ
أمجاداً ليرويني
ويا وتراً من الأوداج يُشجيني
ويا قمراً سرى في عتمة الدنيا ليهديني
أنا مازلتُ أُلْزَمُ حدَّ هذا الصمتِ
من يا موطنًا للرَّفْضِ
من صمتي لِحَدِّ الرَّفضِ يقوى أنْ يُعَدِّيني؟!
***
فلسطيني.. فلسطيني
تَطاوَلَ ليلُ هذا الليلِ في ليلِ الملايينِ...
أما آنَ الأوانُ لكي تُعيديني؟!!

د. محمد رحال.السويد

globalrahhal@hotmail.com

تحرير العراق واجب شرعي اسلامي ووطني وانساني فساهم في هذا الشرف وفي تحرير كل ارض مغتصبة

» أجيال في المقاومة والكتابة
» المقاومة العراقية الباسلة والتخنث العربي